استثمارات إماراتيةدبي مصغرةعقارات بودابستمنوعات

بودابست تتصدى لمشروع “دبي مصغرة” الإماراتي

بودابست تصارع​ مشروع “دبي المصغرة” وسط جدل متصاعد

في خطوة أثارت جدلاً واسعاً، صوت مجلس مدينة بودابست بأغلبية ساحقة لصالح استخدام⁤ حق الشفعة لمنع مشروع تطوير عقاري ضخم حول محطة قطار راكوشرينزو المتداعية. يأتي هذا التصويت رداً على اتفاقية مثيرة للجدل أبرمتها ⁣حكومة رئيس​ الوزراء فيكتور أوربان‌ مع شركة “إيجل ⁢هيلز” الإماراتية، والتي تهدف إلى تحويل المنطقة​ إلى ما يشبه ⁢”دبي مصغرة” بتكلفة تتجاوز 12 مليار يورو.

يهدف المشروع، الذي أطلق عليه اسم “جراند بودابست”، إلى بناء “منطقة خضراء عالمية المستوى” في منطقة مهملة ​من المدينة، بحسب ما أعلنته شركة “إيجل هيلز”. وتدافع حكومة أوربان عن ‍المشروع، مؤكدةً أنه سيساهم ⁢في تنشيط المنطقة، وخلق فرص عمل، ودفع عجلة النمو الاقتصادي.

بالمقابل، يخشى معارضو المشروع من تحويل المنطقة إلى مجمع‌ سكني فاخر، مما يؤدي إلى ارتفاع أسعار العقارات بشكل كبير وتشويه أفق المدينة التاريخي. كما أثار غياب المناقصة العامة عند إبرام الصفقة مع ⁣”إيجل هيلز” شكوكاً حول شفافية العملية و ​احتمالية استفادة المقربين من الحكومة ⁣ من المشروع.

عبر عمدة بودابست، جيراجلي كاراكسوني، عن رفضه للمشروع، ⁤منتقداً توجه الحكومة نحو “المستثمرين الأمريكيين والعرب” وتجاهلها لرأي سكان ‌بودابست. وكتب على صفحته على ⁢فيسبوك: ‍”الحكومة، التي تتشدق بالسيادة، تسعى وراء المستثمرين الأجانب دون اكتراث بمصلحة سكان العاصمة”.

شبح “برج ترامب” يخيّم على المشروع

يزيد⁤ من حدة الجدل ⁢ الشبهات المحيطة بمشاركة جاريد كوشنر، صهر الرئيس⁢ الأمريكي السابق دونالد ترامب، في المشروع. وكانت بوابة التحقيق “Vsquare” قد ⁣كشفت في عام 2023 عن‍ احتمالية تورط كوشنر، ⁣ مشيرةً إلى مصادر​ مقربة من الحكومة. يُذكر أن شركة “أفينيتي بارتنرز” التي يملكها كوشنر قد دخلت في شراكة مع ‍”إيجل هيلز” لبناء فندق فاخر يحمل اسم ترامب ⁤في بلغراد.

ولم​ تعلق “إيجل هيلز” على هذه المزاعم، فيما لم تستجب‍ “أفينيتي بارتنرز” لطلبات التعليق. يأتي هذا في ظل العلاقة الوثيقة التي⁣ تربط أوربان بترامب، ⁣حيث يُعتبر الزعيم المجري أحد أبرز حلفاء الرئيس الأمريكي السابق في الاتحاد الأوروبي.

تحدي قانوني⁤ ومخاوف من ‍ناطحات سحاب عملاقة

على الرغم من تصويت مجلس المدينة، يحذر خبراء قانونيون من قدرة​ الحكومة على التحايل على قرار ​ منع المشروع. وترى لورا هورفاث،⁣ رئيسة منظمة قانونية ⁤غير حكومية، أن الحكومة قد تستخدم حقها في إعادة شراء الأرض لتجاوز قرار المجلس.

كما يثير عقد‍ المشروع، الذي يسمح ببناء ناطحات سحاب يصل ارتفاعها إلى 500 متر،⁣ مخاوف من تغيير جذري لأفق بودابست. ⁣ويُعتبر هذا الارتفاع أعلى بكثير من الحد القانوني ⁤الحالي البالغ 90 متراً، مما ​يتطلب ⁤ تعديل لوائح البناء. وفي⁣ حال تم بناء هذه الناطحات السحاب، ستصبح⁣ بودابست موطن لأعلى مبنى في الاتحاد الأوروبي، متجاوزةً برج MOL البالغ ارتفاعه 143 متراً.

يُذكر أن أوربان قام مؤخراً بزيارة رسمية إلى ‌أبو ظبي، حيث التقى ​ بمحمد العبار، ‍مؤسس “إيجل​ هيلز”، مما‌ يعزز التكهنات حول مضي المشروع ⁢قدماً رغم المعارضة الشعبية والسياسية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى