بوريل يدعو لتعليق حوار الاتحاد الأوروبي مع إسرائيل بشأن غزة
بوريل يدعو لتعليق الحوار مع إسرائيل: انقسام أوروبي محتمل
في خطوة قد تُعمّق الانقسامات داخل الاتحاد الأوروبي، اقترح جوزيب بوريل، الممثل الأعلى للاتحاد للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، تعليق الحوار السياسي مع إسرائيل على خلفية ما وصفه بـ “مخاوف جدية” بشأن انتهاكات محتملة للقانون الإنساني الدولي في غزة. وجاء هذا الاقتراح في رسالة وجّهها بوريل لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي قبيل اجتماعهم المقرر عقده، وهو الأخير الذي يرأسه بوريل قبل انتهاء فترة ولايته.
وكشفت وكالة رويترز، نقلاً عن أربعة دبلوماسيين ورسالة اطلعت عليها، أن بوريل أشار في رسالته إلى عدم معالجة إسرائيل بشكل كافٍ للمخاوف المتعلقة بانتهاكات حقوق الإنسان في غزة. ويستند هذا الاقتراح إلى بند حقوق الإنسان في اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، والتي تشمل جوانب متعددة من التعاون، بما في ذلك العلاقات التجارية الواسعة النطاق، والتي دخلت حيز التنفيذ في يونيو 2000.
وأكد بوريل في رسالته نيته طرح اقتراح تفعيل بند حقوق الإنسان لتعليق الحوار السياسي مع إسرائيل. يُذكر أن تطبيق هذا التعليق يتطلب إجماع جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي (27 دولة)، وهو أمر يبدو مستبعداً في ظل المعارضة التي أبدتها بعض الدول. ونقلت رويترز عن ثلاثة دبلوماسيين – طلبوا عدم الكشف عن هويتهم – تعبيرهم عن اعتراض عدة دول على الاقتراح خلال إحاطة قدمها مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي للسفراء في بروكسل.
إشارة قوية أم انقسام أوروبي؟
يرى أحد الدبلوماسيين أن اقتراح بوريل يهدف إلى إرسال “إشارة قوية” تعبر عن قلق الاتحاد الأوروبي إزاء سلوك إسرائيل في الحرب الأخيرة على غزة. في المقابل، أبدى دبلوماسي آخر “دهشته” من “الافتقار إلى العملية والإعداد” بشأن الاقتراح، معتبراً أن هذه الخطوة قد تزيد من انقسام الاتحاد الأوروبي “أكثر من أي وقت مضى”.
يأتي هذا الاقتراح في ظل تقرير صادر عن مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة يُشير إلى أن حوالي 70% من الضحايا الذين تم التحقق منهم في الحرب الأخيرة على غزة كانوا من النساء والأطفال، مُديناً ما وصفه بـ “الانتهاك المنهجي” لمبادئ القانون الإنساني الدولي. في المقابل، رفضت إسرائيل التقرير بشكل قاطع، مؤكدة التزام جيشها بمبدأي التمييز والتناسب في عملياته العسكرية.
تباين المواقف الأوروبية تجاه الصراع
لطالما واجه الاتحاد الأوروبي صعوبة في بلورة موقف موحد تجاه الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. فبينما تُعتبر دول مثل جمهورية التشيك والمجر داعمة قوية لإسرائيل، تُبدي دول أخرى مثل إسبانيا وأيرلندا دعماً واضحاً للفلسطينيين. ويُتوقع أن يُثير اقتراح بوريل نقاشات حادة خلال اجتماع وزراء الخارجية، مما يعكس التباين في المواقف الأوروبية تجاه هذا الصراع المُعقد.
Keywords: جوزيب بوريل، إسرائيل، غزة، الاتحاد الأوروبي، حوار سياسي، حقوق الإنسان، قانون إنساني دولي، انقسام أوروبي، مفوضية حقوق الإنسان، رويترز.