تحقيق أمريكي: إسبانيا تمنع سفن أسلحة لإسرائيل؟
جدول المحتوى
واشنطن تحقق في منع إسبانيا لسفن تحمل أسلحة أمريكية لإسرائيل
بدأت الولايات المتحدة تحقيقًا في ممارسات حليفتها في الناتو، إسبانيا، بشأن منع سفن شحن يُعتقد أنها تحمل أسلحة أمريكية متجهة إلى إسرائيل من دخول موانئها، وذلك في ظل استخدام هذه الأسلحة في قصف قطاع غزة. وتأتي هذه الخطوة في وقت حساس تشهد فيه المنطقة توترات متصاعدة.
أعلنت اللجنة البحرية الفيدرالية، وهي هيئة مستقلة مسؤولة عن رصد وتقييم العوامل المؤثرة على الشحن والتجارة الدولية الأمريكية، عن فتح هذا التحقيق بعد تلقيها تقارير تفيد برفض إسبانيا دخول ثلاث سفن شحن على الأقل إلى موانئها.
وأعربت اللجنة في مذكرة نُشرت يوم الخميس في السجل الاتحادي عن قلقها من أن “هذه السياسة الواضحة المتمثلة في منع دخول بعض السفن ستخلق بيئة غير مواتية للشحن في التجارة الخارجية”. وحذرت من أنها قد تفرض غرامات تصل إلى 2.3 مليون دولار لكل رحلة في حال ثبوت تدخل إسبانيا في مثل هذه التجارة.
ميرسك في قلب الجدل
تشير التقارير إلى أن اثنتين من السفن الثلاث المعنية تديرهما شركة الشحن الدنماركية العملاقة “ميرسك” في نوفمبر/تشرين الثاني، بينما وقعت الحادثة الثالثة في مايو/أيار. وتُشير المصادر إلى أن السفن كانت مسجلة في برنامج الأمن البحري الأمريكي، الذي يفترض أن يوفر لها ولأصحابها حماية من القيود “التقييدية والتمييزية” نظرًا لاستخدام الجيش الأمريكي خدماتها بشكل متكرر.
موقف إسبانيا
في مايو/أيار، أكد وزير النقل الإسباني، أوسكار بوينتي، رفض وزارة الخارجية طلب رسو السفينة الدنماركية “ماريان دانيكا” في ميناء قرطاجنة، بحجة أنها “كانت تحمل أسلحة إلى إسرائيل”. وأعلن وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، في اليوم التالي أن هذه هي أول سفينة تحمل أسلحة إلى إسرائيل يتم منعها من الدخول، مؤكدًا أن إسبانيا “لن تساهم في وصول المزيد من الأسلحة إلى الشرق الأوسط” الذي “يحتاج إلى السلام”. وأشار إلى أن هذا الرفض يمثل بداية سياسة جديدة تجاه أي سفينة تحمل أسلحة إلى إسرائيل وتريد الرسو في ميناء إسباني.
جاء هذا الرفض قبل أيام من اعتراف إسبانيا، إلى جانب أيرلندا والنرويج، بدولة فلسطين في 28 مايو/أيار. وفي أكتوبر/تشرين الأول 2023، أوقفت إسبانيا شركات الدفاع الخاصة بها عن شحن الأسلحة إلى إسرائيل مع بداية الحرب على غزة، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 44,664 شخصًا وإصابة أكثر من 105,976 آخرين، معظمهم من المدنيين (وفقًا لإحصائيات الأمم المتحدة حتى [تاريخ حديث]).
تداعيات التحقيق الأمريكي
يُنتظر أن يُثير التحقيق الأمريكي تداعيات دبلوماسية بين واشنطن ومدريد، خاصة في ظل التزام إسبانيا بموقفها الرافض لتزويد إسرائيل بالأسلحة في ظل الصراع الدائر. ويبقى السؤال مطروحًا حول مدى تأثير هذا التحقيق على العلاقات بين البلدين، وما إذا كانت الولايات المتحدة ستتخذ إجراءات عقابية ضد إسبانيا.