تراجع أسعار النحاس للجلسة الرابعة على التوالي: بين جني الأرباح والرسوم الجمركية

تعرف على أسباب تراجع أسعار النحاس خلال الجلسة الرابعة على التوالي وكيف تؤثر الرسوم الجمركية وتحركات الدولار على السوق.
في صباح يوم الإثنين، شهد سوق النحاس حالة من التقلبات مستمرة للجلسة الرابعة على التوالي، مما أثار
تساؤلات حول مستقبل المعدن الحيوي وسط مبيعات لجني الأرباح وارتفاع الدولار ومتابعة تطورات الحرب
التجارية. تخيل معي أنك تقود سيارة على طريق جبلي، وفجأة تواجه منعطفات حادة لا تتوقعها؛ هذا ما يشبه حركة أسعار النحاس اليوم.
الأسباب وراء تراجع أسعار النحاس
مبيعات لجني الأرباح وارتفاع الدولار
بدأ تراجع النحاس بانخفاض مستمر نتيجة مبيعات لجني الأرباح، حيث يرغب المستثمرون في الاستفادة من
مكاسب سابقة، مما أدى إلى تخفيف الضغط الشرائي. بالإضافة إلى ذلك، لعب ارتفاع الدولار مقابل أغلب
العملات الرئيسية دورًا مهمًا، إذ يؤثر هذا الارتفاع سلبًا على الأسعار العالمية للمعدن.
تأثير الرسوم الجمركية والتحقيقات الأمريكية
في خطوة مشابهة لمشهد درامي، أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإجراء تحقيق حول رسوم جمركية محتملة على واردات النحاس. فقد جاءت هذه الخطوة في إطار سعي إدارة ترامب لإعادة بناء الإنتاج الأمريكي من المعدن
الحيوي، مما أدى إلى زيادة الطلب مؤقتًا. ومع ذلك، ومع اتضاح الأمور بشأن الرسوم الجمركية، يتوقع أن يتراجع الطلب من السوق الأمريكية مما يؤثر سلبًا على الأسعار.
هل تساءلت يومًا كيف تؤثر الأخبار السياسية على أسعار المعادن؟
مثلما يمكن لريح عاتية أن تغير مسار سفينة، فإن أي خطوة سياسية قد تغير معادلة السوق للمعدن الصناعي مثل النحاس.
تدفق المخزونات وتحويلاتها بين البورصات
أوضح محلل الأسواق “فان روي” من “جويوان فيوتشرز” أن انخفاض أسعار النحاس يرجع جزئيًا إلى قرب انتهاء
عمليات تحويل المخزونات من البورصات الأخرى إلى الولايات المتحدة. وفي هذا السياق، شهدت المخزونات في مستودعات بورصة لندن للمعادن انخفاضًا بنسبة 18% خلال الأسابيع الأربعة الماضية. هذا التحول يشبه انتقال
اللاعبين من فريق إلى آخر في مباراة كروية حاسمة، حيث يمثل إشارة إلى إعادة توزيع القوى في السوق العالمية.
توقعات مستقبلية وآراء الخبراء
ذكرت شركة سيتي للأبحاث توقعاتها بفرض رسوم جمركية أمريكية بنسبة 25% على واردات النحاس خلال الربع الثاني من هذا العام، ما دفعها إلى خفض توقعاتها لأسعار النحاس في الأشهر المقبلة إلى 9500 دولار للطن،
مقارنة بتوقعات سابقة وصلت إلى 10000 دولار.
ومن جهة أخرى، صرحت سوني كوماري، استراتيجية السلع في بنك ANZ، بأن إعلان ترامب أدى إلى زيادة الطلب مؤقتًا، لكن السوق ستعود لهدوئها بمجرد وضوح الأمور بشأن الرسوم الجمركية.
تأثير الرسوم الجمركية على الأمن القومي
يُعد النحاس من المعادن الاستراتيجية الحيوية؛ فهو يلعب دورًا رئيسيًا في الصناعات العسكرية، وصناعة الطائرات، والطاقة المتجددة، وشبكات الكهرباء. ورغم احتفاظ الولايات المتحدة باحتياطيات كبيرة من النحاس، إلا أنها تنتج فقط نصف النحاس المكرر الذي تستهلكه. تُظهر الإحصائيات أن الصين تهيمن على حوالي 50% من
الطاقة العالمية لصهر وتكرير النحاس، بينما تستورد أمريكا معظم نحاسها المكرر من دول أمريكا الشمالية والجنوبية. هذا الوضع يشكل تحديًا للأمن القومي الأمريكي في حال حدوث اضطرابات في إمدادات المعدن.
ماذا ينتظر سوق النحاس؟
من المتوقع أن تشهد الأسواق متابعة دقيقة لأي تطورات في تعريفات النحاس خلال الأسابيع المقبلة. كما
سيكون للاجتماع الفصلي لفريق شراء مصاهر الصين (CSPT) دور مهم في تحديد حدود الشراء للربع الثاني،
وربما في تنسيق تخفيضات إنتاج محتملة. مع استمرار هذه الأحداث، سيبقى المستثمرون على أهبة الاستعداد لمراقبة أي تغييرات قد تؤثر على الأسعار.
نصائح للمستثمرين في سوق النحاس
- تنويع المحفظة: لا تضع كل استثماراتك في سلة واحدة؛ فالتنويع يساعد على تقليل المخاطر في حال حدوث تقلبات مفاجئة.
- متابعة الأخبار الاقتصادية: احرص على متابعة الأخبار والسياسات التجارية التي قد تؤثر على أسعار النحاس.
- التحوط بالأصول الآمنة: في أوقات عدم اليقين، قد يكون من الحكمة التحوط بالأصول الأكثر استقرارًا مثل الذهب.
أسئلة وأجوبة من المقال
- س: ما هي الأسباب الرئيسية وراء تراجع أسعار النحاس للجلسة الرابعة على التوالي؟
ج: يعود التراجع إلى مبيعات لجني الأرباح، ارتفاع الدولار، وتحقيقات الإدارة الأمريكية حول رسوم جمركية محتملة على واردات النحاس. - س: كيف أثرت إجراءات ترامب على سوق النحاس؟
ج: أمر ترامب بإجراء تحقيق في رسوم جمركية محتملة، مما أدى إلى زيادة الطلب مؤقتًا على النحاس قبل أن تهدأ السوق مع اتضاح الأمور. - س: ما هي التحديات التي تواجه الأمن القومي الأمريكي بخصوص واردات النحاس؟
ج: تواجه الولايات المتحدة تحديًا في إنتاج النحاس المكرر بنفس الكمية المستوردة، خاصة مع سيطرة الصين على جزء كبير من الطاقة العالمية لصهر وتكرير النحاس، مما يشكل خطرًا على إمدادات البلاد من المعدن الاستراتيجي.