أخبار عالمية

لماذا تتجاهل واشنطن أزمة لبنان؟

⁢دور الولايات المتحدة في ‌حرب لبنان ⁣2006: بين دعم إسرائيل والبحث عن حلول دبلوماسية

منذ بدايتها، اتسم موقف ​الولايات المتحدة من حرب لبنان عام 2006⁣ بالتعقيد. ​فبينما أعلنت واشنطن دعمها ⁢لحق إسرائيل في الدفاع عن ​نفسها ضد هجمات حزب الله، إلا أنها سعت جاهدة لإنهاء الصراع عبر الجهود الدبلوماسية.

في البداية، واجهت جهود مجلس الأمن الدولي لوقف إطلاق النار عراقيل عديدة، حيث اعترضت الولايات المتحدة ​على بعض المسودات التي اعتبرتها منحازة لحزب الله. إلا أن ‌إدارة الرئيس جورج بوش الابن ضاعفت جهودها الدبلوماسية للوصول إلى وقف لإطلاق ​النار في غضون أسبوعين من اندلاع الحرب.

ورغم أن‌ المقترحات الأولية ⁤ لوقف إطلاق النار بدت ⁢وكأنها تميل لصالح إسرائيل، خاصة في نظر ​الدبلوماسيين الأوروبيين والعرب،‍ إلا أن الضغوط​ الدولية دفعت واشنطن لتبني موقف أكثر ‍توازناً، أدى في النهاية إلى إصدار​ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701.

تجدر‍ الإشارة⁣ إلى أن قرار مجلس ‍الأمن 1701 ‍نص على ​وقف الأعمال العدائية، ⁤ و انسحاب حزب الله إلى ‍ شمال⁤ نهر الليطاني،⁣ ونشر⁢ قوات لبنانية ودولية في الجنوب. ورغم ⁣ أن هذا⁢ القرار لم يحظ بقبول تام​ من جميع الأطراف، إلا أنه شكّل خطوة هامة ⁢ على طريق إنهاء الصراع.


⁤ في الختام، يمكن القول إن دور ‌الولايات المتحدة في حرب​ لبنان 2006​ كان مثيراً للجدل. فبينما دعمت واشنطن ‍إسرائيل ⁣عسكرياً ودبلوماسياً، ⁢إلا أنها ساهمت أيضاً في الجهود الدولية ‍لإنهاء الصراع ⁣وإحلال⁣ السلام.## ⁣ تراجع الاهتمام الأمريكي⁣ بلبنان: تحولات جيوسياسية أم حسابات داخلية؟

شهدت السنوات الأخيرة تراجعًا ملحوظًا في الاهتمام الأمريكي بلبنان، متجليًا في موقف واشنطن من الصراع الدائر. ففي الوقت الذي دعمت فيه ‌الولايات‍ المتحدة حق ‌إسرائيل في​ الدفاع عن نفسها ضد هجمات حزب ⁣الله، إلا أن انخراطها الدبلوماسي لوقف إطلاق النار بدا أقل حماسًا ‍مقارنةً بأدوارها السابقة ⁤في صراعات مماثلة.

ففي عام 2006،​ على⁤ سبيل المثال، قاد الرئيس الأمريكي⁢ آنذاك⁣ جورج دبليو⁤ بوش ‌جهودًا حثيثة لوقف إطلاق النار في غضون أسبوعين من اندلاع الحرب بين‌ إسرائيل وحزب⁤ الله، ‌ وتوجت هذه الجهود بإصدار قرار مجلس الأمن ​الدولي رقم 1701. وعلى الرغم من أن واشنطن⁣ لم⁣ تخفِ قربها‍ من إسرائيل، إلا أنها تصرفت كقوة دولية فاعلة تسعى لحل الصراع. ⁣

أما اليوم، فيبدو ⁣أن إدارة ⁣بايدن تفتقر إلى ⁣الرغبة في تكرار هذه الجهود. فبعد عام من الفشل في التوسط لوقف إطلاق النار في غزة، ⁢⁣ يبدو أن فريق بايدن ‍متردد في⁤ خوض غمار دبلوماسي جديد في لبنان.

عوامل ‍داخلية و حسابات جيوسياسية

يُعزى ​هذا التراجع⁢ في الاهتمام⁣ الأمريكي بلبنان إلى مجموعة من العوامل ‍الداخلية والخارجية. فعلى الصعيد الداخلي، ⁣يخشى ‍بايدن من⁤ إغضاب ​ ⁢الناخبين المؤيدين لإسرائيل، خاصة ​مع وجود منافس جمهوري مثل⁤ دونالد ترامب، المعروف بدعمه القوي‍ لإسرائيل.

أما على الصعيد ‍الجيوسياسي، فقد تغيرت أولويات ⁣الولايات المتحدة بشكل كبير⁣ منذ عامي 2006 ‍و​ 1982. فبعد أن كان لبنان ساحة حيوية ⁣في⁣ “الحرب على الإرهاب” ‌التي شنتها إدارة بوش،⁢ باتت ‍أهميته تتضاءل في حسابات واشنطن ⁢الاستراتيجية.

ففي عام 2006، اعتبرت إدارة ⁢بوش لبنان جزءًا أساسيًا من خطتها لنشر الديمقراطية في الشرق الأوسط. ​ ⁢وسعت واشنطن​ إلى إضعاف نفوذ سوريا وحزب الله في‍ لبنان، وتعزيز القوى ⁣السياسية الموالية للغرب.

أما ⁤في عام 1982،⁢ فقد كان لبنان ⁢ساحة صراع في إطار الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي. وسعت ​واشنطن إلى⁢ منع سقوط لبنان ​في قبضة النفوذ السوفيتي، ودعمت إخراج منظمة⁤ التحرير ⁢الفلسطينية من البلاد.

وكالة‍ فرانس ‌برس
مقاتلون فلسطينيون يرفعون ⁣علامة النصر ويحملون صور ياسر ⁢عرفات على متن ⁤شاحنة عسكرية⁤ أثناء مغادرتهم بيروت متوجهين إلى تونس، 22 أغسطس 1982.

تراجع النفوذ الإقليمي و صعود قوى جديدة

​ ولكن لبنان اليوم لم يعد يحظى​ بنفس الأهمية⁤ الاستراتيجية. فقد تراجع ⁢نفوذ⁣ القوى‍ الإقليمية التقليدية مثل سوريا والسعودية، في ⁢حين لم⁤ تظهر قوى جديدة مثل تركيا وروسيا ⁣والصين⁣ اهتمامًا‍ كبيرًا بالانخراط في الشأن⁣ اللبناني.‍

كما أدت الأزمة المالية التي ‌عصفت بلبنان إلى​ تراجع مكانته كمركز مالي إقليمي، ⁢في حين أثرت الحرب الأهلية السورية سلبًا على قطاع السياحة الحيوي.

مستقبل الدور الأمريكي في‍ لبنان ‌

⁢ وفي حين يبقى من غير المرجح ‍أن تشهد السياسة الأمريكية تجاه ⁢لبنان‌ تحولًا جذريًا ⁣في المدى القريب، إلا أن بعض العوامل قد تدفع واشنطن إلى إعادة النظر في حساباتها.

فقد تؤدي زيادة⁤ أعداد الضحايا ⁢المدنيين‍ إلى ضغط الرأي العام الأمريكي على إدارة ⁣بايدن للتحرك دبلوماسيًا. كما قد ⁢تدفع الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة بايدن إلى تبني‌ مواقف أكثر حزمًا ​في ملفات السياسة الخارجية، بما في ذلك الصراع في لبنان.

ومع ⁤ذلك، فمن الواضح⁤ أن لبنان‌ لم يعد يحتل مكانة ‍بارزة ‌في سلم⁢ أولويات الولايات⁢ المتحدة. ⁣ فقد تغيرت الديناميكيات الجيوسياسية في ​المنطقة،‌ وأصبحت واشنطن أكثر تركيزًا‍ على ملفات أخرى⁢ مثل مواجهة ​الصين⁣ وروسيا.

وبالتالي، فإن تراجع الاهتمام الأمريكي‌ بلبنان يعكس تحولات ‌أعمق في السياسة ‌الخارجية الأمريكية، وتراجعًا نسبيًا لأهمية الشرق الأوسط ⁣في حسابات واشنطن الاستراتيجية. ⁢

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى