سياسة ترامب تجاه الصين: معضلة اقتصادية وأمنية؟
## عنوان جديد: ملامح سياسة ترامب تجاه الصين: بين التشدد والمصالح المتضاربة
مع عودة دونالد ترامب المرتقبة إلى البيت الأبيض، يتصاعد الحديث عن توجهه نحو سياسة أكثر صرامة تجاه الصين. لكن يبقى السؤال المحوري: ما هي معالم هذه السياسة؟ وما هي حدودها في ظل وجود تضارب واضح بين المصالح الاقتصادية والسياسية؟
### التحدي الاقتصادي: بين الرسوم الجمركية والحاجة للأسواق الصينية
تواجه إدارة ترامب الثانية معضلة التوفيق بين سياستها المتشددة تجاه الصين ومتطلبات اقتصادها المحلي. فبينما يلوح في الأفق عودة روبرت لايتهايزر، المعروف بمواقفه المتشددة في التجارة، كممثل تجاري للولايات المتحدة، يطمح بعض المستشارين الجمهوريين إلى “فك الارتباط” الاقتصادي عن الصين، أكبر مورد للسلع للولايات المتحدة وثالث أكبر سوق لها.
لكن فرض تعريفات جمركية بنسبة 60% على البضائع الصينية، كما اقترح ترامب سابقاً، قد يؤدي إلى ارتفاع كبير في التضخم، ما قد يدفع الولايات المتحدة للبحث عن بدائل أرخص في دول مثل إندونيسيا وفيتنام. إلا أن هذه الخطوة قد لا تكون كافية لتخفيف حدة الضربة الاقتصادية، خاصة مع رغبة ترامب في فرض تعريفات تتراوح بين 10% و 20% على جميع الدول، بما في ذلك الحلفاء. هذا التوجه قد يحرم المستهلك الأمريكي من الوصول إلى سلع منخفضة التكلفة متوفرة عبر تطبيقات صينية مثل تيمو وشين، ما قد يؤثر سلباً على شعبية الجمهوريين.
### تضارب المصالح: نفوذ الاستثمارات الصينية في دوائر ترامب
يثير نفوذ المصالح التجارية في الصين بين حلفاء ترامب تساؤلات هامة. فلترامب نفسه مصالح قديمة في الصين، كما أن حليفه ستيف وين استثمر بكثافة في كازينوهات ماكاو. ولعل الشخصية الأبرز في هذا السياق هي إيلون ماسك، الذي يعتمد نجاح مصانع تيسلا في الصين على سياسات بكين المواتية. وقد أظهر ماسك تأييده للصين في قضايا حساسة مثل تايوان وشينجيانغ، واصفاً نفسه بأنه “مؤيد للصين”.
### ترامب والبراغماتية: هل المصالح التجارية فوق المبادئ؟
أثبت ترامب مراراً استعداده لتغيير مواقفه تجاه الصين بناءً على المصالح التجارية. فقد تراجع عن قراراته بشأن ZTE وهواوي بعد اتصالات مع القيادة الصينية، كما تراجع عن حظر تطبيق تيك توك بعد لقائه مع مستثمر فيه. يبدو أن سياسة ترامب تجاه الصين تتأثر بشكل كبير بمن يتحدث إليه الرئيس آخر مرة.
### الصراع الإيديولوجي أم الجيوسياسي: مستقبل العلاقة مع الصين
يبقى السؤال الأهم: هل مواجهة الولايات المتحدة للصين مبنية على مبادئ إيديولوجية أم على مصالح جيوسياسية؟ فإذا رأت واشنطن بك