ترامب يقطع 400 مليون دولار عن كولومبيا بسبب “معاداة السامية
ترامب يقطع تمويل جامعة كولومبيا بزعم معاداة السامية: جدلٌ متصاعد
في خطوةٍ أثارت جدلاً واسعاً، أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في عام 2019 عن قطع إدارته لتمويلٍ فيدراليٍّ لجامعة كولومبيا في نيويورك بقيمة 400 مليون دولار. وجاء هذا القرار على خلفية اتهاماتٍ بمعاداة السامية خلال فعالياتٍ مؤيدةٍ للفلسطينيين شهدتها الجامعة في العام السابق. وقد أثار هذا القرار مخاوفَ تتعلق بحرية التعبير، خاصةً بعد تهديد ترامب بتقليص تمويل جامعاتٍ أخرى تسمح بما وصفه بـ”الاحتجاجات غير القانونية”.
وزيرة التعليم في إدارة ترامب آنذاك، بيتسي ديفوس (وليس ليندا مكماهون كما ورد في النص الأصلي)، دافعت عن القرار، زاعمةً أن كولومبيا “تخلّت عن التزامها تجاه طلابها اليهود”. وأشار بيانٌ مشتركٌ صادرٌ عن وزارة التعليم وإدارة الخدمات العامة إلى أن هذا الإجراء هو “الجولة الأولى من إجراءاتٍ مماثلة”.
وكان ترامب قد وصفَ مراراً وتكراراً الاحتجاجات الطلابية في كولومبيا، التي اندلعت احتجاجاً على أحداث غزة، بأنها “غير قانونية”. وقد امتدت هذه الاحتجاجات إلى جامعاتٍ أخرى داخل الولايات المتحدة وخارجها. في المقابل، نفى النشطاء المشاركون في الاحتجاجات وجود أيّ سلوكٍ معادٍ للسامية، مشيرين إلى أن العديد منهم من اليهود أنفسهم.
جاء قرار قطع التمويل بعد تشكيل كولومبيا لجنةً تأديبيةً جديدةً وزيادة التحقيقات مع الطلاب الذين ينتقدون إسرائيل، مما زاد من قلق النشطاء. وقد كرّر ترامب مواقفه المعارضة للاحتجاجات عبر منصته “تروث سوشيال”، مطالباً بسجن المشاركين أو ترحيلهم.
من جانبها، أعلنت جامعة كولومبيا أنها بصدد مراجعة قرار قطع التمويل والعمل مع الحكومة الفيدرالية لاستعادته. وأكدت الجامعة التزامها بمكافحة معاداة السامية وضمان سلامة ورفاهية جميع طلابها.
يُخشى أن يؤثر قطع التمويل على الأبحاث والمشاريع والأنشطة المختلفة في كولومبيا، بما في ذلك مركزها الطبي. وقد أعرب باحثون وأساتذة في الجامعة عن قلقهم إزاء تأثير هذه التخفيضات على ميزانياتهم. ووصف روبرت نيوتن، أحد كبار الباحثين المتقاعدين في الجامعة، قرار قطع التمويل بأنه “مبنيٌّ على باطلٍ كامل”، في إشارةٍ إلى اتهامات معاداة السامية.
أدانت دونا ليبرمان، المديرة التنفيذية لاتحاد الحريات المدنية في نيويورك، قرار قطع التمويل، واعتبرته محاولةً “لإجبار الجامعات على تقييد حرية التعبير للطلاب وقمع أيّ انتقادٍ لإسرائيل أو دعمٍ لحقوق الفلسطينيين”.
يُذكر أن جامعاتٍ أمريكيةً أخرى، مثل جامعة كاليفورنيا، بيركلي، وجامعة مينيسوتا، وجامعة نورث وسترن، وجامعة ولاية بورتلاند، قد خضعت لتحقيقاتٍ فيدراليةٍ مماثلة.
الكلمات المفتاحية: ترامب، جامعة كولومبيا، معاداة السامية، فلسطين، احتجاجات، تمويل فيدرالي، حرية التعبير، بيتسي ديفوس، اتحاد الحريات المدنية.