تسريبات نتنياهو: استجواب مستشاريه و اتهامات خطيرة
تسريبات مكتب نتنياهو تُعمّق أزمة حرب غزة وتُثير غضب الرأي العام
تتوالى الاتهامات الموجهة لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتسريب وثائق سرية تتعلق بالهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول وحرب غزة التي تبعته، مما يُفاقم من حدة الانتقادات الموجهة لنتنياهو بسبب تعامله مع الأزمة. وتأتي هذه التسريبات لتُزيد من تعقيد المشهد السياسي الإسرائيلي المُتّسم بالتوتر أصلاً، وتُثير تساؤلات حول مصداقية الرواية الرسمية للأحداث.
في أحدث تطوّرات هذه القضية، استجوبت الشرطة الإسرائيلية يوم الجمعة الماضي، جوناتان أوريش، أحد مستشاري نتنياهو، للاشتباه بتورطه في تسريب وثائق سرية، وفقاً لتقارير إعلامية إسرائيلية. ويُعتبر أوريش، وإن لم يكن موظفاً رسمياً في مكتب رئيس الوزراء، مقرباً من دائرته الإعلامية، ويُشارك في إعداد الإحاطات الصحفية، حسبما ذكرت صحيفة هآرتس.
يأتي هذا الاستجواب في أعقاب سلسلة من الاعتقالات والاستجوابات التي طالت أعضاء آخرين في دائرة نتنياهو بتهم جنائية منذ الكشف عن الفضيحة في وقت سابق من نوفمبر/تشرين الثاني. ومن بين هؤلاء، تساحي برافرمان، رئيس مكتب رئيس الوزراء، الذي استُجوب للاشتباه بتغييره سجلات هاتف نتنياهو بعد هجوم حماس، في محاولة لإظهار سرعة رد فعل رئيس الوزراء على الأحداث. وزعم برافرمان أنه عدّل التوقيت بعشر دقائق فقط لأنه “كان يعلم أنه غير صحيح”، بحسب القناة 12 الإسرائيلية.
تحقيقات مُتعددة وشكوك مُتزايدة
تُجري السلطات الإسرائيلية حالياً ثلاثة تحقيقات منفصلة تتعلق بتعامل مكتب رئيس الوزراء مع حرب غزة. يتناول التحقيق الأول مزاعم التلاعب بمحاضر اجتماعات ما بعد الحرب، بينما يبحث الثاني في اتهامات بابتزاز مسؤول حكومي لضابط في الجيش. أما التحقيق الثالث، فيُركّز على تسريب معلومات حساسة لوسائل إعلام دولية، قد تُلحق الضرر بالأمن القومي. وفي هذا السياق، اعتُقل المساعد إيلي فيلدشتاين للاشتباه بتسريبه وثائق استخباراتية نُشرت لاحقاً في تقارير إعلامية عالمية، زعمت صحيفة هآرتس أنها “خدمت رواية مكتب نتنياهو بعد التلاعب بها”.
نُشرت هذه التقارير في سبتمبر/أيلول في صحيفتي “التاريخ اليهودي” البريطانية و”بيلد” الألمانية، استناداً إلى وثائق عسكرية سرية، مما دفع جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي ”شين بيت” لفتح تحقيق. وقد أثار هذا التسريب غضب منتدى أسر الرهائن والمفقودين، الذي يطالب بإطلاق سراح 97 أسيراً في غزة، مُعبّراً عن مخاوفه من تقويض جهود التوصل إلى صفقة تبادل أسرى. واتهم المنتدى أفراداً مرتبطين برئيس الوزراء بتنفيذ “واحدة من أكبر عمليات الاحتيال في تاريخ البلاد”.
نتنياهو تحت ضغط مُتزايد
تُأتي هذه التسريبات في وقت يُواجه فيه نتنياهو انتقادات متزايدة بسبب تعامله مع حرب غزة، التي خلّفت أكثر من ألف قتيل إسرائيلي، ونحو 200 أسير نُقلوا إلى غزة. وتطالب قطاعات واسعة من الرأي العام باستقالته، خاصةً في ظل عدم تحقيق أي تقدم في ملف عودة الأسرى الإسرائيليين. وتُشير التقديرات إلى أن عدد الأسرى لدى حماس قد يصل إلى 200، مما يزيد من الضغط على الحكومة الإسرائيلية. وتُهدد هذه الأزمة بتعميق الانقسامات السياسية في إسرائيل، وزيادة التوتر في المنطقة.