تصاعد خطورة الحرب في السودان: الأمم المتحدة تُحذر من جرائم حرب
تصاعد حدة الحرب في السودان وتهديد متزايد للمدنيين
مع استمرار الحرب الدائرة في السودان منذ أبريل 2023، تتزايد المخاوف بشأن سلامة المدنيين في ظل تصاعد حدة الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. وقد حذر فولكر تورك، مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، من تفاقم الوضع الإنساني وارتفاع مستوى الخطر الذي يواجهه المدنيون، خاصةً بعد ورود تقارير عن هجمات ذات دوافع عرقية تستهدف الأقليات.
في بيان صدر يوم الجمعة، وصف تورك وضع المدنيين في السودان بأنه “يائس”، مشيراً إلى وجود أدلة على ارتكاب جرائم حرب وانتهاكات جسيمة أخرى لحقوق الإنسان. وأعرب عن قلقه من أن الصراع يتخذ منحىً ”أكثر خطورة”، مما يزيد من معاناة السكان.
شهد الأسبوع الماضي هجومًا للجيش السوداني على ولاية الجزيرة، تمكن خلاله من استعادة السيطرة على مدينة ود مدني، عاصمة الولاية، من قوات الدعم السريع. وقد وثق مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ما لا يقل عن 21 حالة وفاة في هجومين فقط بالجزيرة، مؤكداً أن العدد الفعلي للضحايا من المدنيين “مرجح أن يكون أعلى بكثير”. وقع الهجومان في معسكرين يبعدان حوالي 40 كيلومتراً عن ود مدني.
ورغم أن قوات الدعم السريع اشتهرت بالعنف العرقي المزعوم، إلا أن تقارير أخرى تشير إلى استهداف المدنيين على أساس عرقي في المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش. في هذا السياق، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، متهمةً الجيش بمهاجمة المدارس والأسواق والمستشفيات، واستخدام الحرمان من الطعام كسلاح حرب. يأتي هذا القرار بعد أسبوع من فرض عقوبات مماثلة على قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو “حميدتي”، بتهمة ارتكاب جرائم إبادة جماعية.
اتهامات باستخدام الأسلحة الكيميائية وتوثيق انتهاكات جسيمة
على الرغم من ورود تقارير من مسؤولين أمريكيين حول استخدام الجيش السوداني للأسلحة الكيميائية، نفت المتحدثة باسم مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، رافينا شمداساني، توثيق الأمم المتحدة لمثل هذه الممارسات حتى الآن، بسبب محدودية الوصول إلى المناطق المتضررة. ووصفت شمداساني هذه التقارير بأنها “مقلقة للغاية” وتتطلب مزيداً من التحقيق. وأكدت الأمم المتحدة توثيقها لاستخدام أسلحة ثقيلة في المناطق المأهولة بالسكان، بما في ذلك الغارات الجوية على الأسواق.
يتبادل الطرفان الاتهامات باستهداف المدنيين والقصف العشوائي للمناطق السكنية، فيما تُوجه اتهامات محددة لقوات الدعم السريع بالتطهير العرقي والعنف الجنسي المنهجي وفرض الحصار على مدن بأكملها.
أزمة إنسانية متفاقمة ونزوح جماعي
خلفت الحرب الدائرة في السودان عشرات الآلاف من القتلى وشردت أكثر من 12 مليون شخص، ودفعت البلاد إلى حافة المجاعة، مما أدى إلى نشوء ما وصفته الأمم المتحدة بـ “واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم”. وأفادت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في تقرير حديث لها أن أكثر من 120 ألف شخص فروا من أعمال العنف المستمرة في ولايات النيل الأزرق والنيل الأبيض وسنار إلى جنوب السودان منذ أوائل ديسمبر 2024. وتستمر معاناة المدنيين في السودان في ظل استمرار الصراع وتفاقم الأوضاع الإنسانية.
Keywords: السودان، حرب، مدنيين، حقوق الإنسان، فولكر تورك، الجيش السوداني، قوات الدعم السريع، عبد الفتاح البرهان، محمد حمدان دقلو، حميدتي، عقوبات، أسلحة كيميائية، نزوح، أزمة إنسانية، لجنة الصليب الأحمر، ولاية الجزيرة، ود مدني.
Writing Style: Professional, journalistic.