تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي: "لم نحقق أهدافنا في غزة بعد
بعد
في تصريحات مثيرة للجدل اليوم، أكد وزير الخارجية الإسرائيلي، غدعون ساعر، أن تل أبيب لم تحقق بعد أهدافها العسكرية والسياسية في الحرب المستمرة ضد قطاع غزة. هذه التصريحات جاءت في وقت حساس، حيث تشهد المنطقة تصاعدًا في الأعمال العسكرية بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، وسط مطالب دولية للتهدئة.
التصريحات:
قال ساعر في مؤتمر صحفي اليوم السبت 18 يناير 2025، أن الجيش الإسرائيلي قد نفذ العديد من الهجمات الجوية والبرية على أهداف في غزة، لكن العملية لم تحقق الأهداف التي حددتها الحكومة الإسرائيلية منذ بداية التصعيد. وأضاف أن هناك تحديات كبيرة لا تزال تواجه إسرائيل في تحقيق أهدافها الأمنية، خاصة في ظل الخسائر البشرية التي تتزايد بين المدنيين الفلسطينيين.
وأشار ساعر إلى أن إسرائيل ستواصل عملياتها العسكرية “حتى تحقق الأهداف المطلوبة”، موضحًا أن البلاد تحتاج إلى ضمان أمنها القومي، مهما كانت التكلفة، وتحتاج إلى فرض ردع طويل الأمد ضد أي تهديدات قادمة من غزة.
التحديات الأمنية:
واعتبر ساعر أن العمليات العسكرية الأخيرة لم تكن كافية لتدمير البنية التحتية العسكرية لحركة حماس بشكل كامل، وأن التحديات الأمنية التي تواجه إسرائيل ما زالت مستمرة. وقد أشار إلى أن العملية العسكرية التي تقودها تل أبيب في غزة هي جزء من استراتيجية “التدمير المتواصل”، التي تهدف إلى تقليص قدرات حماس وتعزيز الأمن الإسرائيلي، لكن النتائج المتوقعة لا تزال بعيدة المنال.
وضع المجتمع الإسرائيلي: داخل إسرائيل، تتزايد الضغوط على الحكومة الإسرائيلية لإيجاد حل أسرع لهذا الصراع المستمر، خاصة في ظل ارتفاع التكلفة البشرية والسياسية. حيث يتزايد القلق داخل المجتمع الإسرائيلي من استمرار الحرب لفترة طويلة بدون نتائج حاسمة، مما قد يؤدي إلى زيادة الاحتجاجات داخل إسرائيل ضد استمرارية العمليات العسكرية.
ردود الفعل الدولية:
على الصعيد الدولي، لاقت تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي انتقادات واسعة. المنظمات الحقوقية الدولية، مثل “هيومن رايتس ووتش” و”العفو الدولية”، أدانت الهجمات الإسرائيلية على غزة، داعية إلى وقف فوري للأعمال العدائية وفتح قنوات الحوار. ولفتت هذه المنظمات إلى الأضرار الهائلة التي لحقت بالبنية التحتية في غزة وكذلك الخسائر البشرية الكبيرة بين المدنيين.
المجتمع الدولي بدأ في الضغط على تل أبيب للحد من التصعيد، حيث تطالب عدة دول عربية وغربية بضرورة وقف العمليات العسكرية حفاظًا على أرواح المدنيين.
إسرائيل في مفترق طرق:
تواجه إسرائيل الآن مفترق طرق في هذه الحرب المستمرة. فمن جهة، لا يمكنها التراجع عن استراتيجيتها التي تركز على تدمير قدرات حماس، خاصة وأن الحكومة الإسرائيلية قد صرحت في أكثر من مناسبة بأن استمرار الحروب لن يتوقف حتى يتم تحقيق الأهداف. ومن جهة أخرى، تزداد الضغوط على الحكومة لتحقيق نتائج ملموسة تجنبها المزيد من الانتقادات سواء داخليًا أو دوليًا.
مع مرور الوقت، يزداد الوضع تعقيدًا، ويبدو أن إسرائيل ستحتاج إلى اتخاذ خطوات دبلوماسية عاجلة للتوصل إلى اتفاق تهدئة مع حماس أو مواجهة المزيد من العزلة الدولية والضغوط الشعبية.
التوقعات المستقبلية:
من المتوقع أن تزداد التحديات أمام الحكومة الإسرائيلية في الفترة القادمة، حيث سيكون من الصعب تحقيق الأهداف العسكرية والسياسية دون تدخل دولي قوي. قد تلجأ إسرائيل إلى مزيد من الإجراءات العسكرية أو قد تتجه إلى الانخراط في مفاوضات مع حركة حماس في محاولة لإنهاء التصعيد بشكل يؤدي إلى تسوية طويلة الأمد.
في جميع الأحوال، يبقى أن نرى كيف ستؤثر هذه التصريحات على سير العمليات العسكرية في غزة، وكيف سيستجيب المجتمع الدولي لهذه التطورات