جامعة فرنسية تقطع علاقاتها بإسرائيلية احتجاجاً على حرب غزة
مقاطعة أكاديمية فرنسية لجامعة إسرائيلية تُثير جدلاً في باريس
في خطوة أثارت ردود فعل متباينة، قطعت جامعة فرنسية علاقاتها مع جامعة رايخمان الإسرائيلية، متهمة إياها باتخاذ مواقف “تحريضية” تجاه الحرب الإسرائيلية على غزة. أفادت وسائل إعلام فرنسية، أن معهد الدراسات السياسية في ستراسبورغ اتخذ هذا القرار في يونيو الماضي، بعد احتجاجات طلابية داخل الجامعة وخارجها، مطالبين بوقف إطلاق النار في غزة، على غرار ما حدث في جامعات أخرى في فرنسا والولايات المتحدة.
أيدّ الطلاب والعديد من الأساتذة في ستراسبورغ قرار المقاطعة، معتبرين مواقف جامعة رايخمان بشأن حرب غزة “متحيزة بشدة” و”تفتقر إلى أي بعد إنساني”. ونقلت صحيفة “آخر المستجدات في الألزاس” عن مصادر داخل الجامعة قولها إن مجلس الجامعة، الذي يضم طلاباً، صوّت لصالح قطع العلاقات، رغم معارضة مدير المعهد، جان فيليب هورتين، لهذا القرار.
أعرب وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، عن أسفه للقرار، متسائلاً: “هل جامعة رايخمان هي من يقصف لبنان أو غزة اليوم؟”. وأكد بارو أن الجامعات الإسرائيلية تضم “أكثر المدافعين حماسة عن السلام وحل الدولتين”، في إشارة إلى التعايش السلمي بين دولة إسرائيلية ودولة فلسطينية. كما أعرب وزير التعليم العالي الفرنسي، باتريك هيتزل، عن “أسفه” للقرار.
يأتي هذا القرار في سياق متصاعد من الدعوات لمقاطعة المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية، حيث اعتُقلت الناشطة المناخية غريتا ثونبرغ، ضمن آخرين، في سبتمبر الماضي، بعد احتلالهم مبنى جامعة كوبنهاغن في الدنمارك، للمطالبة بمقاطعة أكاديمية للجامعات الإسرائيلية.
تُعتبر المقاطعة الأكاديمية جزءًا من حملة “المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات” (BDS) التي يقودها الفلسطينيون، والتي تتهم الجامعات الإسرائيلية بـ”تطوير أنظمة أسلحة ومذاهب عسكرية” تُستخدم في لبنان وغزة. وتُواجه هذه الحملة اتهامات بـ”معاداة السامية” من قبل إسرائيل والولايات المتحدة، وهي اتهامات ينفيها عمر البرغوثي، أحد مؤسسي الحملة، الذي أشار إلى أن الحركة مستوحاة من الضغوط الدولية ضد نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا.
يُذكر أن حرب غزة الأخيرة اندلعت في أكتوبر 2023، بعد هجوم حركة حماس عبر الحدود، والذي أسفر عن مقتل 1206 إسرائيلي. ردّت إسرائيل بعملية عسكرية واسعة النطاق، خلّفت 43204 قتلى فلسطينيين في غزة، معظمهم من المدنيين، بالإضافة إلى 101641 جريحًا، مُخلّفة دمارًا واسعًا في القطاع.
ولم تقتصر دعوات المقاطعة على المجال الأكاديمي، بل امتدت إلى المجال الثقافي، حيث وقّع أكثر من 2000 كاتب وشخصية مرتبطة بقطاع النشر، من بينهم الروائية الهندية أرونداتي روي والمؤلفة الأيرلندية سالي روني، على رسالة تُعلن مقاطعتهم للمؤسسات الثقافية الإسرائيلية “المتواطئة أو الصامتة إزاء القمع الذي يتعرض له الفلسطينيون”.
قبل الصراع الحالي، اتهمت منظمات حقوقية بارزة، بالإضافة إلى محكمة العدل الدولية، إسرائيل بممارسة “الفصل العنصري” ضد الفلسطينيين منذ عام 1948. وتُثير هذه الاتهامات جدلاً واسعاً، وتُشكّل خلفية للعديد من قرارات المقاطعة التي تتخذها مؤسسات وجهات فاعلة دولية.
الكلمات المفتاحية: مقاطعة أكاديمية، جامعة رايخمان، غزة، إسرائيل، فلسطين، BDS، معاداة السامية، فصل عنصري، حرب غزة، أرونداتي روي، سال