هل خرائط جوجل تُضِلّ مستخدميها؟ حوادث تُثير التساؤلات حول دقة التطبيقات الملاحية
في ظلّ تزايد الاعتماد على تطبيقات الملاحة، برزت تساؤلات حول مدى دقتها، خاصةً في المناطق ذات الطرق الوعرة أو غير المكتملة. وتُسلّط حوادثٌ حديثة الضوء على هذه المخاوف، مُثيرةً نقاشًا حول موثوقية هذه التطبيقات، وعلى رأسها خرائط جوجل.
ففي حادثةٍ مُرعبة، ضلّت عائلتان، إحداهما تضمّ راجداس رانجيتاداس (28 عامًا) وزوجته، طريقهم في غابةٍ بالقرب من شيرولي وهيماداجا. كانوا يتبعون توجيهات خرائط جوجل التي قادتهم إلى طريقٍ وعرٍ غير مُمهّد انتهى بهم المطاف قرب مجرى مائي في قلب الغابة، منقطعين عن شبكة الهاتف المحمول. اضطرت العائلتان لقضاء ليلةٍ عصيبةٍ في سيارتهم حتى صباح اليوم التالي.
مع بزوغ الفجر، تمكّنوا من العثور على تغطيةٍ ضعيفةٍ للشبكة، فاتصلوا بخط الطوارئ 112. سارع ضباط الشرطة إلى إنقاذهم بعد قطع مسافة 31 كيلومترًا، مُقدّمين لهم الطعام والماء قبل إرشادهم إلى الطريق الرئيسي. ونقلت وسائل إعلام محلية عن ضابط الشرطة ناياك قوله إنّ العائلتين كانتا مُحظوظتين باستعادة الاتصال في منطقةٍ تُعرف بتنوّع الحياة البرية فيها، بما في ذلك الدببة التي تُشكّل خطرًا على السكان، حيثُ أشار إلى حادثة هجوم دبٍّ على مُزارعٍ محليّ مؤخرًا. وأكّد مسؤولون في خانابور أنّ هذه ليست المرّة الأولى التي تُضلّل فيها خرائط جوجل المسافرين في تلك المنطقة.
ولم تكن هذه الحادثة معزولة، بل تُمثّل واحدةً من سلسلة حوادث تُثير الشكوك حول دقة خرائط جوجل. ففي الأشهر الأخيرة، تكرّرت حالات توجيه التطبيق لمستخدميه إلى طرقٍ خطيرة أو غير سالكة. ومن الأمثلة المأساوية، حادثة وفاة ثلاثة أشخاص في ولاية أوتار براديش بعد سقوط سيارتهم في نهرٍ أثناء اتباعهم لتوجيهات التطبيق.
وفي حادثةٍ أخرى، غرّد أحد مستخدمي منصة X (تويتر سابقًا) في أغسطس 2024 عن تجربته المريرة مع التطبيق، حيثُ فاته رحلته من بنغالورو إلى مومباي بسبب تقديرٍ خاطئٍ لوقت السفر. أشارت خرائط جوجل إلى أنّ الرحلة من HSR Layout إلى مطار Kempegowda الدولي تستغرق ساعةً و45 دقيقة، بينما استغرقت في الواقع ثلاث ساعات، مما تسبب في فواته رحلته.
هذه الحوادث تُلقي بظلالٍ من الشكّ على موثوقية تطبيقات الملاحة، خصوصًا في المناطق ذات الطرق غير المكتملة أو سيئة التخطيط، وتُحمّل مُطوّري هذه التطبيقات مسؤولية تحسين دقتها وتحديث بياناتها باستمرار لضمان سلامة المستخدمين. ففي عالمٍ يعتمد بشكلٍ متزايد على التكنولوجيا، يجب أن تكون دقة المعلومات وسلامة المستخدمين على رأس الأولويات.
