مقتل قائدين بالبشمركة بانفجار عبوة ناسفة بطوزخورماتو
“`arabic
داعش يوقع ضحايا من الجيش العراقي والبشمركة في طوزخورماتو
طوزخورماتو، العراق - هزّ انفجارٌ مروعٌ مدينة طوزخورماتو في محافظة صلاح الدين العراقية صباح الأحد، مخلفاً وراءه قتلى وجرحى من القوات العراقية والبشمركة الكردية. وأكدت مصادر عسكرية عراقية وكردستانية أن عبوة ناسفة استهدفت دوريةً مشتركةً للجيشين العراقي والبشمركة، مما أسفر عن مقتل ضابطين كبيرين من البشمركة ورقيب، بالإضافة إلى إصابة ثلاثة جنود عراقيين بجروح.
ووقع الانفجار حوالي الساعة التاسعة صباحاً بالتوقيت المحلي، مستهدفاً قافلةً عسكريةً مشتركةً في طوزخورماتو، وهي منطقةٌ تشهد توتراتٍ أمنيةً متكررة. وقد نعت وزارة شؤون البيشمركة في حكومة إقليم كردستان الضحايا، وهم العقيد سامان صابر سليمان، قائد الكتيبة الثالثة من اللواء الأول في القوات المشتركة، والعقيد محمد رضا كريم من الفرقة التاسعة في الجيش العراقي، والرقيب شريف أحمد محمد أمين.
ولم تتبنَّ أي جهةٍ مسؤوليةَ الهجوم حتى الآن، إلا أن أصابع الاتهام تشير إلى تنظيم داعش، الذي لطالما استغلَّ الفراغات الأمنية في المناطق المتنازع عليها بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان لشن هجماته. وفي هذا السياق، أشار العميد دلير محمود من لواء المشاة السابع عشر التابع لحكومة إقليم كردستان إلى أن مسلحي داعش يستغلون الثغرات الأمنية لزرع العبوات الناسفة وتنفيذ هجماتهم.
وأدان رئيس إقليم كردستان، نيجيرفان بارزاني، الهجومَ الإرهابيَّ بشدة، معرباً عن تعازيه لأسر الضحايا. وحذر بارزاني من أن “هذا العمل الإرهابي يؤكد أن الإرهاب لا يزال يشكل تهديداً خطيراً ومباشراً، ويعرض للخطر استقرار وأمن العراق وإقليم كوردستان والمنطقة ككل”. ودعا إلى تعزيز التنسيق الأمني بين القوات العراقية والبشمركة لمواجهة التحديات الأمنية المتزايدة في المناطق المتنازع عليها.
تنظيم داعش.. خطرٌ قائمٌ رغم الهزيمة
يأتي هذا الهجوم ليُذكِّرَ بخطورةِ التهديد الذي لا يزال يُمثِّله تنظيم داعش، على الرغم من هزيمته الإقليمية في عام 2017. فما تزال خلايا التنظيم النائمة تنشط في مناطقَ عدةٍ من العراق، لا سيما في محافظات صلاح الدين وكركوك وديالى ونينوى، مستغلةً الفراغات الأمنية والفوضى لتنفيذ هجماتها. وتُعَدُّ طوزخورماتو، التي تبعد 65 كيلومتراً جنوب كركوك، نقطةً ساخنةً للتوتر العرقي والطائفي، مما يُعقِّدُ الجهود الأمنية المبذولة لمكافحة الإرهاب.
وفي أوائل أكتوبر الجاري، نفذ تنظيم داعش كميناً في كركوك أسفر عن مقتل أربعة جنود عراقيين، مما يؤكد قدرة التنظيم على شن هجماتٍ دامية. في المقابل، تواصل القوات العراقية، بدعمٍ من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، عملياتها العسكرية ضدَّ فلول داعش، حيثُ قتلت غاراتٌ جويةٌ عراقيةٌ أربعةَ مسلحين على الأقل من التنظيم في محافظة كركوك يوم السبت الماضي.
مستقبل التعاون الأمني في العراق
مع اقتراب موعد انتهاء مهمة التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في العراق بحلول سبتمبر 2025، والانتقال إلى ترتيبات