دوتيرتي تواجه المساءلة.. شكوى فساد ثانية تهزّ الفلبين
دوتيرتي تواجه شبح المساءلة مجدداً وسط اتهامات بالفساد
تواجه نائبة الرئيس الفلبينية السابقة، ليني روبريدو دوتيرتي، عاصفةً من الاتهامات بالفساد وسوء استخدام الأموال العامة، مما أدى إلى تقديم شكويَي مساءلة ضدها في مجلس النواب خلال أسبوع واحد فقط. تأتي هذه التطورات في أعقاب تدهور العلاقة بين عائلة دوتيرتي وعائلة الرئيس فرديناند ماركوس الابن، حيث أُقيلت دوتيرتي من منصبها كوزيرة للتعليم في يونيو/حزيران الماضي.
قدّم ائتلاف “ماكابيان” اليساري شكوى يوم الأربعاء الماضي، مُتهماً دوتيرتي بخيانة ثقة الشعب من خلال إساءة استخدام ملايين الدولارات من الأموال العامة خلال فترة توليها وزارة التعليم. وفي بيانٍ له، أكد تيدي كازينو، عضو الكونجرس السابق وأحد مُقدمي الشكوى، أن “استغلال نائبة الرئيس السابق لأكثر من نصف مليار بيزو (ما يُعادل 8.5 مليون دولار أمريكي) من الأموال السرية، وخاصةً التصرف المشبوه بمبلغ 125 مليون بيزو خلال 11 يوماً فقط في نهاية عام 2022، يُمثل خيانةً جسيمةً لثقة الجمهور”. وأضاف كازينو: “يستحق الشعب الفلبيني، وخاصةً دافعي الضرائب الذين يتحملون عبء تمويل الحكومة، المساءلة من ثاني أعلى مسؤول في البلاد.”
ولم تكن هذه الشكوى الوحيدة، فقد سبقها شكوى أخرى يوم الاثنين من ائتلافٍ مختلف من النشطاء، اتهموا فيها دوتيرتي بالفساد وسوء السلوك. في حين نفت دوتيرتي جميع هذه الاتهامات، يُثير هذا الوضع تساؤلاتٍ حول مستقبلها السياسي.
تحديات دستورية ومشاكل قانونية متزايدة
يُشكّل الدستور الفلبيني تحدياً أمام مُضي هذه الشكاوى قُدماً، حيث ينص على عدم جواز بدء إجراءات عزل الشخص نفسه أكثر من مرة واحدة خلال عام. وهذا يعني أن مجلس النواب، الذي تلقى الشكويين، مُلزمٌ باختيار إحداهما أو دمجهما. يُضاف إلى ذلك أن حلفاء ماركوس، الذين يتمتعون بالأغلبية في مجلس النواب، يعتبرون هذه الجهود مضيعةً للوقت، مما يُعقّد المشهد السياسي أكثر.
وتُفاقم هذه الشكاوى من المشاكل القانونية التي تُواجهها دوتيرتي، حيث تخضع لتحقيقٍ في تهديدها المزعوم بالقتل ضد الرئيس ماركوس، وتحقيقٍ آخر في استخدامها للأموال الحكومية. وكانت دوتيرتي قد صرحت في مؤتمرٍ صحفي أنها طلبت من شخصٍ ما قتل الرئيس في حال تنفيذ تهديدٍ مزعومٍ ضد حياته، إلا أنها تراجعت لاحقاً عن تصريحاتها، قائلةً إنه أُسيء تفسيرها. كما تُواجه دوتيرتي تحقيقاً في مجلس النواب، بقيادة ابن عم ماركوس، مارتن روموالديز، بشأن إساءة استخدامها المزعومة لملايين الدولارات من الأموال الحكومية.
يبقى مصير دوتيرتي السياسي مُعلقاً، في انتظار ما ستُسفر عنه هذه التحقيقات والشكاوى، وسط ترقبٍ من الشعب الفلبيني.
Keywords: دوتيرتي، ماركوس، الفلبين، مساءلة، فساد، أموال عامة، مجلس النواب، دستور، تحقيق، وزارة التعليم.
Writing Style: Professional/Journalistic