مقاطعة أمازون في الجمعة السوداء: احتجاجاً على دعمها لإسرائيل
أمازون تواجه عاصفة من الاحتجاجات العالمية: من فلسطين إلى جنوب أفريقيا
(الكلمات المفتاحية: أمازون، احتجاجات، فلسطين، مشروع Nimbus، BDS، جنوب أفريقيا، #MakeAmazonPay، UNI، حقوق العمال)
تواجه شركة أمازون حملة ضغط عالمية متصاعدة، حيث تتضافر جهود النقابات العمالية والمنظمات الحقوقية والناشطين السياسيين للاحتجاج على ممارسات الشركة، بدءًا من تورطها في مشاريع مثيرة للجدل مع الجيش الإسرائيلي وصولاً إلى معاملتها لقوتها العاملة في مختلف أنحاء العالم.
من المقرر تنظيم سلسلة من المقاطعات والإضرابات الدولية، بتنسيق من الاتحاد العالمي UNI والمنظمة الدولية التقدمية، بين 29 نوفمبر و 2 ديسمبر. يأتي هذا التحرك في ظل تصاعد الغضب من دور أمازون في مشروع “Nimbus”، وهو عقد لتوفير خدمات الحوسبة السحابية للجيش الإسرائيلي بالشراكة مع جوجل. يُنتقد المشروع لتزويده الجيش الإسرائيلي بتقنيات الذكاء الاصطناعي والخدمات السحابية التي تُستخدم في عمليات المراقبة، وتحليل البيانات، وحتى استهداف الأفراد.
وقد دعت منظمة Progressive International المستهلكين إلى مقاطعة أمازون، خاصة خلال فترة مبيعات “الجمعة السوداء”، متهمة الشركة بالاستفادة من هذه المناسبة التجارية بينما تُسهم في الوقت نفسه في “تمكين العمليات العسكرية الإسرائيلية” في غزة، بحسب وصفها. وأكدت المنظمة في بيان لها أن أمازون “لم تكتفِ بالتغاضي عن الاحتلال غير القانوني، بل عززت أنظمة السيطرة التي تُقوض حياة الفلسطينيين”.
وتتزامن هذه الاحتجاجات مع اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وتحظى بدعم منظمات بارزة مثل حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS) وتحالف “لا تكنولوجيا للفصل العنصري” (No Tech for Apartheid). وتتهم هذه المنظمات أمازون بالتواطؤ في جرائم حرب وانتهاكات للقانون الإنساني الدولي من خلال توفيرها التكنولوجيا المستخدمة في انتهاك حقوق الفلسطينيين.
ولا يقتصر غضب المحتجين على دور أمازون في فلسطين، بل يمتد إلى جنوب أفريقيا، حيث تُواجه الشركة انتقادات بسبب مشروع تطوير في “River Club” بمدينة كيب تاون، وهو موقع ذو أهمية تاريخية وثقافية بالغة لمجتمعات خوي وسان الأصلية. وترى منظمة Progressive International أن وجود أمازون في هذا الموقع يُعمق “إرث الاستغلال” للشركة.
وعلى صعيد آخر، تُواجه أمازون احتجاجات واسعة النطاق بسبب معاملتها لقوتها العاملة، لا سيما في ظل الظروف القاسية. ففي إطار حملة #MakeAmazonPay، نظم مئات من عمال المستودعات في نيودلهي احتجاجات رداً على سوء معاملة الشركة للموظفين خلال موجة الحر الشديدة في عام 2024. وقد امتدت هذه الاحتجاجات إلى دول أخرى مثل ألمانيا وبنغلاديش والهند، حيث طالب العمال بتحسين الأجور وظروف العمل وتوزيع أكثر عدالة للأرباح.
وفي هذا السياق، صرحت كريستي هوفمان، الأمين العام للاتحاد العالمي UNI، بأن “سعي أمازون الدؤوب لتحقيق الربح يأتي على حساب العمال والبيئة والديمقراطية”، مؤكدة أن “الاحتجاجات العالمية تُظهر أن رغبة العمال في العدالة والتمثيل النقابي لا يمكن إيقافها”.
وقد تواصلت العربي الجديد مع أمازون للتعليق على هذه الاتهامات.