قمع أكاديمي: دعاوى قضائية ضد إدارة ترامب بسبب تهديد حرية التعبير في الجامعات
في خطوةٍ تعكس تصاعد التوتر بين الأوساط الأكاديمية وإدارة ترامب، رفعت منظمات تُمثل أساتذة جامعة كولومبيا دعوى قضائية ضد الإدارة يوم الثلاثاء الماضي، مُتهمةً إياها بانتهاك حرية التعبير وممارسة ضغوط غير قانونية على الجامعة. تُطالب الدعوى، المرفوعة أمام محكمة مانهاتن الفيدرالية، بإعادة 400 مليون دولار من المنح والعقود التي ألغتها الإدارة، ومنعها من اتخاذ أي إجراءات عقابية ضد الجامعة.
تركز الدعوى على جهود إدارة ترامب لإجبار كولومبيا على تشديد القواعد المتعلقة باحتجاجات الحرم الجامعي، وفرض رقابة مشددة على قسم دراسات الشرق الأوسط وجنوب آسيا وأفريقيا، وذلك من خلال تعيين مدير جديد لمراجعة “القيادة والتوازن” في القسم، وهو دور غير مألوف يُعطي مسؤولي الجامعة سلطةً غير مسبوقة على أعضاء هيئة التدريس.
يُشير مُقدمو الدعوى إلى أن إدارة ترامب اتهمت الجامعة بالتسامح مع حوادث معاداة السامية في الحرم الجامعي، دون تقديم أدلةٍ تُثبت هذه الادعاءات. ويعتبرون أن هذه الإجراءات ليست سوى محاولة لمعاقبة الأكاديميين على آراءٍ لا تتفق مع توجهات الإدارة.
وقد استجابت كولومبيا جزئيًا لمطالب الإدارة، حيث بدأت في تعيين أفراد أمن بسلطات الاعتقال، وعملت على إنشاء برنامج مشترك بين معهد الدراسات الإسرائيلية واليهودية وكلية الشؤون الدولية والعامة. إلا أن الدعوى تُحذر من أن هذه الإجراءات خلقت “مناخًا من الخوف والرقابة الذاتية” ليس فقط في جامعة كولومبيا، بل في الجامعات في جميع أنحاء البلاد، مما يُهدد حرية التعبير الأكاديمي.
وفي سياقٍ مُتصل، رفعت الجمعية الأمريكية لأساتذة الجامعات (AAUP) وجمعيات أكاديمية أخرى دعوى قضائية منفصلة في محكمة ماساتشوستس الفيدرالية، تُطالب بمنع إدارة ترامب من ترحيل الناشط الفلسطيني أثو محمود خليل، المقيم الدائم في الولايات المتحدة. وتُشير الدعوى إلى أن تهديدات ترامب باعتقال المزيد من النشطاء “تُخلق مناخًا من القمع والخوف في الحرم الجامعي”. وتسعى هذه الدعوى للحصول على أمرٍ قضائي يمنع الإدارة من استهداف الطلاب أو تهديدهم بناءً على آرائهم السياسية.
يُذكر أن خليل، الذي وُلد ونشأ في مخيم للاجئين في سوريا، دخل الولايات المتحدة بتأشيرة طالب عام 2012 وحصل على الإقامة الدائمة عام 2014. وقد قضى قاضٍ فيدرالي الأسبوع الماضي بوجوب بقائه في الولايات المتحدة في الوقت الحالي، بعد أن ادعت إدارة ترامب أنه حجب معلومات عن عمله السابق في وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) عند تقدمه بطلب للحصول على تأشيرة. وقد نفت الأونروا هذه الادعاءات، مُؤكدةً أن خليل عمل لديها لفترةٍ وجيزةٍ بدون أجر.
تُتهم إدارة ترامب في كلتا الدعويين بانتهاك الحق في حرية التعبير المكفول بموجب التعديل الأول لدستور الولايات المتحدة. ولم تُعلق وزارة العدل وجامعة كولومبيا على هذه الدعاوى حتى الآن. (رويترز)
Keywords: إدارة ترامب، حرية التعبير، جامعة كولومبيا، أثو محمود خليل، الأونروا، الرقابة الذاتية، معاداة السامية، التعديل الأول، دعوى قضائية
This rewritten version aims for a professional journalistic tone. It reorganizes the information, adds context, clarifies some ambiguities, and uses a richer vocabulary while maintaining the core message of the original article. It also includes relevant keywords for SEO.
