دمج قسد في الجيش السوري: وزير الدفاع يرفض “كتلة عسكرية
دمج قوات سوريا الديمقراطية: تحديات تواجه الحكومة الانتقالية السورية
(صورة: عمر حاج قدور/ وكالة الصحافة الفرنسية عبر غيتي إيماجز)
أكد وزير الدفاع السوري الجديد، مرهف أبو قصرة، في حوارٍ خاص مع رويترز من داخل وزارة الدفاع بدمشق، رفضه القاطع لفكرة احتفاظ قوات سوريا الديمقراطية (قسد) بكيان عسكري مستقل ضمن الجيش السوري الموحد. وأشار إلى أن دمج قسد يجب أن يتم ضمن التسلسل الهرمي لوزارة الدفاع وتوزيعهم عسكرياً، وليس كمجموعة مستقلة بذاتها، مؤكداً أن وجود مثل هذه الكتلة داخل مؤسسة عسكرية كبيرة “أمرٌ غير صحيح”.
تأتي هذه التصريحات في ظل مفاوضات معقدة تجريها الحكومة الانتقالية السورية مع قسد، التي تتمتع بحكم شبه ذاتي في شمال شرق سوريا منذ اندلاع الحرب الأهلية قبل نحو 14 عاماً. وتطالب قسد، بقيادة مظلوم عبدي، بالإدارة اللامركزية كشرطٍ أساسي للاندماج، معلنةً استعدادها للانضمام لوزارة الدفاع “ككتلة عسكرية” دون حلّها، وفقاً لتصريحات عبدي لقناة الشرق نيوز السعودية الأسبوع الماضي.
ويعتبر دمج الفصائل السورية المختلفة، بما فيها قسد، ضمن هيكل قيادة موحد، من أولويات وزير الدفاع الجديد. إلا أن دمج قسد تحديداً يمثل تحدياً خاصاً، نظراً لدعم الولايات المتحدة لها كحليفٍ رئيسي في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، في حين تعتبرها تركيا المجاورة تهديداً لأمنها القومي.
واتهم أبو قصرة قيادة قسد بالمماطلة في المفاوضات، مشدداً على أن دمجهم في وزارة الدفاع، شأنهم شأن فصائل المعارضة السابقة، هو “حقٌ من حقوق الدولة السورية”. وقد التقى أبو قصرة بقادة قسد، لكنه أشار إلى عدم جدية تعاملهم مع ملف الدمج.
في سياق متصل، أجرت قيادة قسد هذا الأسبوع محادثات مع الولايات المتحدة والرئيس السابق لإقليم كردستان العراق مسعود بارزاني، في وقتٍ تشهد فيه اشتباكات مع الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا منذ ديسمبر الماضي.
يأمل أبو قصرة في إتمام عملية دمج الفصائل، بما في ذلك تعيين قيادات عسكرية بارزة، بحلول الأول من مارس، موعد انتهاء ولاية الحكومة الانتقالية. وبرر أبو قصرة إعطاء الأولوية لملف الدمج بـ”الضرورات الأمنية”، قائلاً: “نحن في سباق مع الزمن، وكل يوم يُحدث فرقاً”، رداً على الانتقادات الموجهة للحكومة الانتقالية بشأن إجراء تغييرات هيكلية واسعة في الجيش.
كما أثار قرار الحكومة الانتقالية بمنح رتب عسكرية لبعض الأجانب، بينهم مصريون وأردنيون، جدلاً واسعاً. وأقرّ أبو قصرة بإثارة القرار لانتقادات، لكنه نفى تلقيه أي طلبات لتسليم أي من هؤلاء المقاتلين الأجانب.
(رويترز وفريق العمل العربي الجديد)
Keywords: قوات سوريا الديمقراطية, قسد, مرهف أبو قصرة, وزير الدفاع السوري, الحكومة الانتقالية السورية, دمشق, الجيش السوري, الولايات المتحدة, تركيا, مظلوم عبدي, الإدارة اللامركزية, تنظيم الدولة الإسلامية, داعش, مسعود بارزاني, الجيش الوطني السوري.