رسوم سياحية لدعم نوتردام: 5 يورو لدخول الكاتدرائية
هل ستصبح زيارة نوتردام مدفوعة؟ جدل في فرنسا حول تمويل ترميم التراث
في خضمّ الاستعدادات لإعادة افتتاح كاتدرائية نوتردام أمام الزوار في ديسمبر القادم بعد حريق 2019 المُدمر، أطلقت عمدة باريس، آن هيدالغو، مُقترحًا مثيرًا للجدل.
فقد اقترحت هيدالغو، خلال حديثها مع رئيس أساقفة باريس، فرض “رسم رمزي” على جميع السياح الذين يزورون نوتردام، على أن تُخصّص هذه الأموال بالكامل لتمويل خطة رئيسية للحفاظ على التراث الديني في فرنسا.
وتُقدّر هيدالغو أن فرض رسم بقيمة خمسة يورو على كل زائر سيُدّر حوالي 75 مليون يورو (81 مليون دولار) سنويًا، وهو مبلغ كفيل، بحسب قولها، بـ “إنقاذ كل كنيسة في باريس وفرنسا”.
وقد لاقى مُقترح هيدالغو دعمًا من وزير الداخلية الفرنسي، برونو لومير، الذي أشار إلى تجربته الشخصية في دفع رسوم لزيارة كاتدرائية ساغرادا فاميليا في برشلونة.
وقال لومير في تصريح صحفي إن فرض رسوم على زيارة نوتردام سيكون أمرًا مُستحقًا “إذا تمكنا مقابل خمسة يورو من إنقاذ تراث ديني يُشكّل جزءًا من المشهد الفرنسي ويعتز به الناس، سواء كانوا مؤمنين أم لا”.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل اقترحت هيدالغو أيضًا فرض رسوم أعلى على الزوار من خارج الاتحاد الأوروبي لزيارة المعالم والمتاحف الوطنية الفرنسية، مُبرّرة ذلك بضرورة “تمويل تجديد تراثنا الوطني” وأن “الشعب الفرنسي لا ينبغي أن يتحمّل تكاليف كل شيء بمفرده”.
يُذكر أن فرنسا تصدّرت قائمة أكثر وجهات العالم زيارة في عام 2023، وفقًا لمنظمة السياحة العالمية، حيث استقبلت حوالي 100 مليون سائح، متفوقة على إسبانيا والولايات المتحدة وإيطاليا وتركيا.
ويُثير مُقترح هيدالغو العديد من التساؤلات حول التوازن بين الحفاظ على التراث وتشجيع السياحة، خاصة في ظلّ التنافسية الشديدة بين الوجهات السياحية العالمية.
