انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان بحق الفلسطينيين: تقرير أممي صادم
(تحذير: يحتوي هذا المقال على وصف للعنف الجنسي وسوء المعاملة والتعذيب، وقد يجد البعض محتواه مزعجاً.)
كشف تقرير جديد صادر عن لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة عن انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان بحق المعتقلين الفلسطينيين، بما في ذلك الاعتداء الجنسي والتعذيب والإذلال على أيدي القوات الإسرائيلية. وأكثر ما يثير الصدمة في التقرير هو ادعاءات السماح لمدنيين إسرائيليين بمشاهدة هذه الانتهاكات وتصويرها، وكأن المعتقلين مجرد “معروضات في حديقة حيوانات”.
استند التقرير إلى شهادات مروعة جمعتها اللجنة خلال جلسات استماع عامة عُقدت في الفترة من 11 إلى 12 مارس. وشملت هذه الشهادات روايات مفصلة عن انتهاكات جسيمة، منها ما روته “كفاية خريم” من مركز المساعدة القانونية وحقوق الإنسان، والتي وصفت الاعتداءات الجنسية التي تتعرض لها النساء الفلسطينيات في كل من غزة والضفة الغربية. وذكرت خريم حالة امرأة نُقلت إلى مركز احتجاز “سديه تيمان” وتعرضت للتفتيش العاري المتكرر والتصوير، ثم الاغتصاب مرتين من قبل جنود إسرائيليين أثناء تصويرهم للفيديو.
وأكدت شهادات أخرى تعرض النساء الفلسطينيات للتفتيش العاري المهين، والضرب في المناطق التناسلية، وغيرها من أشكال الإذلال. كما أشارت الشهادات إلى احتجاز المعتقلين من الجنسين معاً في ظروف قذرة، وإجبارهم على خلع ملابسهم بالكامل، وتعرضهم للاعتداء الجنسي والإهانة أمام الآخرين. ونقلت خريم عن شهود عيان قولهم إن النساء نُقلن قسراً إلى مركزي احتجاز “زيكيم” و”النقب”، واحتُجزن في قاعة كبيرة مع الرجال بعد إجبارهن على خلع ملابسهن.
وأكد التقرير أن ممارسات مثل “التجريد العلني القسري، والتحرش الجنسي، بما في ذلك التهديد بالاغتصاب، والاعتداء الجنسي” أصبحت “إجراءً روتينياً” للقوات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين. كما أشار أحد المحققين إلى شهادات تفيد بإجبار الرجال والفتيان على خلع ملابسهم بالكامل، واحتجازهم في العراء في برد الشتاء لفترات تصل إلى ثلاثة أيام.
ولم يقتصر التقرير على العنف الجنسي، بل وثّق أيضاً التدمير المنهجي للبنية التحتية الصحية في غزة، بما في ذلك قصف عيادة “بسمة” للخصوبة في ديسمبر 2023، مما أدى إلى تدمير آلاف الأجنة. ووصف التقرير هذا الاستهداف للمرافق الصحية الإنجابية بأنه قد يرقى إلى ”أفعال إبادة جماعية” تهدف إلى تقويض قدرة الفلسطينيين على التكاثر وتدمير نسيجهم الاجتماعي.
من جانبها، رفضت إسرائيل نتائج التقرير، ووصفتها بأنها “مزاعم لا أساس لها من الصحة”. يذكر أن إسرائيل تواجه اتهامات بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية في غزة.
الكلمات المفتاحية: فلسطين، إسرائيل، حقوق الإنسان، انتهاكات، اعتداء جنسي، تعذيب، غزة، الأمم المتحدة، تقرير، تفتيش عاري، احتجاز، جرائم حرب، إبادة جماعية.
