مداهمات ألمانية واسعة تستهدف شبكة تهريب مهاجرين إلى بريطانيا
ضربة أمنية قوية لشبكة تهريب مهاجرين عبر القنال الإنجليزي
في عملية أمنية مُنسقة، شنت الشرطة الألمانية مداهمات واسعة النطاق فجر الأربعاء استهدفت شبكة إجرامية عراقية كردية مُتّهمة بتهريب المهاجرين عبر القوارب من فرنسا إلى بريطانيا. وشاركت في العملية، التي نُفذت في عدة مدن غرب ألمانيا، أكثر من 500 ضابط بالتنسيق مع اليوروبول والأجهزة الأمنية الفرنسية.
ووفقًا لبيان الشرطة الألمانية، تُواجه الشبكة تهمًا بـ “تهريب مهاجرين غير شرعيين” من الشرق الأوسط وشرق أفريقيا إلى فرنسا والمملكة المتحدة باستخدام قوارب مطاطية رديئة الجودة. استهدفت المداهمات منازل ومستودعات في مدن إيسن وجيلسنكيرشن وجريفنبرويتش وبوخوم وغيرها، بما في ذلك مركز لإيواء اللاجئين في إيسن، بحسب صحيفة “بيلد” الألمانية. وقد أصدرت محكمة فرنسية في ليل أوامر التفتيش والاعتقال.
وأشادت وزيرة الداخلية الألمانية، نانسي فيزر، بالعملية ووصفتها بـ “الضربة القوية ضد التهريب الدولي الوحشي للمهاجرين”. وأكدت فيزر على خطورة هذه العمليات التي تُعرّض حياة البشر للخطر، مُشيرةً إلى أن العصابات تُجبر الناس على ركوب قوارب صغيرة لعبور القناة باستخدام التهديد والعنف. وتعهّدت بمواصلة اتخاذ إجراءات صارمة ضد هذه التجارة اللاإنسانية.
وقد شارك في العملية أكثر من 20 محققًا فرنسيًا وثلاثة مسؤولين من اليوروبول. ولم تُفصح الشرطة عن تفاصيل الاعتقالات حتى الآن.
تهريب 300 قارب و72 ضحية في القنال الإنجليزي هذا العام
كشفت وزارة الداخلية الفرنسية أن تحقيقًا استمر لأشهر أظهر أن الشبكة تضم أيضًا مشتبه بهم سوريين، وأنها نظمت نقل ما لا يقل عن 300 قارب عبر القنال الإنجليزي هذا العام. وأشارت الوزارة إلى أن 72 شخصًا لقوا حتفهم أثناء عبور القناة المحفوف بالمخاطر منذ بداية عام 2024، مما يُسلط الضوء على خطورة هذه الرحلات.
يُذكر أن هذه المداهمات تأتي في أعقاب تحقيق مُشترك بين السلطات البلجيكية والفرنسية والألمانية استهدف شبكة تهريب عراقية كردية أخرى، وأسفر عن اعتقال 19 شخصًا في وقت سابق من هذا العام. وأوضحت اليوروبول، ومقرها لاهاي، أن المشتبه بهم، وجميعهم مُقيمون في ألمانيا، كانوا يُنظمون شراء وتخزين ونقل قوارب مطاطية لتهريب المهاجرين من شواطئ كاليه الفرنسية إلى بريطانيا.
تزايد تهريب المهاجرين عبر القوارب الصغيرة
شهد تهريب المهاجرين عبر القوارب الصغيرة تزايدًا مُطردًا منذ عام 2019، وقد تجاوز هذا الأسلوب، بعد عامين، تهريب المهاجرين في الشاحنات. وفي العام الماضي، وصل حوالي 30 ألف مهاجر على متن 600 قارب إلى بريطانيا، وفقًا لليوروبول. وتُشير هذه الأرقام إلى حجم التحدي الذي تُواجهه السلطات في مكافحة هذه الظاهرة الخطيرة.