مساءلة شركة أمريكية عن انتهاكات أبو غريب: معركة العدالة مستمرة
(الكلمات المفتاحية: أبو غريب، CACI، تعذيب، محاكمة، عدالة، انتهاكات حقوق الإنسان، قانون الضرر الخاص بالأجانب)
بعد عقدين من الزمن على أحداث سجن أبو غريب المروعة، يعود ثلاثة مدنيين عراقيين إلى قاعات المحاكم الأمريكية سعياً لتحقيق العدالة ومحاسبة شركة CACI Premier Technology الأمريكية، المتعاقدة مع الجيش الأمريكي لتقديم خدمات الاستجواب، على دورها المزعوم في انتهاكات حقوق الإنسان التي تعرضوا لها. وتأتي هذه المحاكمة الجديدة بعد فشل هيئة المحلفين في التوصل إلى حكم بالإجماع في مايو/أيار الماضي، مما أدى إلى إعلان بطلان المحاكمة السابقة.
تُعتبر هذه القضية ذات أهمية خاصة، إذ أنها قد تُسفر عن تحميل شركة أمريكية المسؤولية عن انتهاكات مزعومة لحقوق الإنسان خارج حدود الولايات المتحدة، وهو أمر نادر الحدوث. وتستند الدعوى إلى قانون الضرر الخاص بالأجانب لعام 1789، الذي يسمح للأجانب برفع دعاوى قضائية في المحاكم الفيدرالية الأمريكية في حالات الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي. وقد شهد نطاق تطبيق هذا القانون تحديداً من قبل المحكمة العليا الأمريكية في السنوات الأخيرة.
ومنذ بدء هذه الدعوى القضائية، سعت شركة CACI جاهدةً للتنصل من أي مسؤولية عن دورها في أحداث أبو غريب، حيث قدمت أكثر من 20 طلباً لرفض القضية. وتدّعي الشركة أن مسؤولية أي انتهاكات تقع على عاتق الجيش الأمريكي وحده، باعتبارها متعاقدة معه. إلا أن كاثرين غالاغر، كبيرة المحامين في مركز الحقوق الدستورية والممثلة للمدعين، تؤكد أن هذا الادعاء يتعارض مع القانون، وأن شركة CACI يجب أن تُحاسب على دور موظفيها في الانتهاكات المزعومة.
وفي بيانٍ له عقب إعلان بطلان المحاكمة السابقة، أعرب صلاح العجيلي، أحد المدعين، عن عزمه على مواصلة السعي لتحقيق العدالة، قائلاً: “يكفي أننا حاولنا ولم نسكت… ربما لم نحصل على العدالة بعد في قضيتنا العادلة اليوم، ولكن الأهم هو أننا قدمنا الأمر للمحاكمة وتحدثنا، حتى يسمع العالم منا مباشرة”. وأضاف العجيلي: “لن تكون هذه هي الكلمة الأخيرة، فما حدث في أبو غريب محفور في ذاكرتنا ولن يُنسى في التاريخ”.
تعقد جلسات المحاكمة الجديدة في محكمة شمال فيرجينيا، حيث يقع المقر الرئيسي لشركة CACI. ويأمل المدعون أن تتحقق العدالة أخيراً وأن تُحاسب الشركة على دورها في الانتهاكات التي وقعت في سجن أبو غريب. وتُسلط هذه القضية الضوء على أهمية مساءلة الشركات عن انتهاكات حقوق الإنسان، بغض النظر عن مكان وقوعها.
(صورة: يسعى ثلاثة عراقيين للحصول على العدالة أمام محكمة أميركية بشأن الدور المزعوم لشركة أميركية في انتهاكات سجن أبو غريب (المصدر: غيتي))