عقوبات أممية جديدة على قادة الدعم السريع في السودان
في خطوةٍ لوقفِ الفظائعِ ذاتِ الدوافعِ العرقيةِ في السودان، فرضَ مجلسُ الأمنِ التابعُ للأممِ المتحدةِ عقوباتٍ على قائدين بارزين في قوات الدعم السريع، وهما اللواء عثمان محمد حامد محمد، رئيس إدارة عمليات الدعم السريع، واللواء عبد الرحمن جمعة بارك الله، قائد قوات الدعم السريع في غرب دارفور. تتضمن هذه العقوبات تجميدَ الأصولِ وحظرَ السفر، وتأتي في أعقابِ عقوباتٍ مماثلةٍ فرضتها وزارة الخزانة الأمريكية في وقتٍ سابقٍ من هذا العام.
انزلق السودان إلى أتون صراعٍ دمويٍّ في منتصف أبريل 2023، حين اندلعت اشتباكاتٌ عنيفةٌ بين الجيش وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم، ثم امتدت إلى مناطق أخرى، بما فيها دارفور. ووفقاً لتقارير الأمم المتحدة، فقد خلّفَ هذا الصراعُ أكثر من 14 ألف قتيل و33 ألف جريح، مع تحذيراتٍ من خطرِ وقوعِ البلادِ على حافةِ المجاعة.
دارفور: شبحُ الإبادةِ الجماعيةِ يعود
تأتي هذه العقوبات في ظلِّ تصاعدِ أعمالِ العنفِ في دارفور، التي شهدتْ قبلَ عقدينِ من الزمنِ فظائعَ إبادةٍ جماعيةٍ وجرائمَ حربٍ على يدِ ميليشياتِ الجنجويد، التي تُعتبر قوات الدعم السريع امتداداً لها. وقد قُتلَ آنذاك ما يصل إلى 300 ألف شخص، وشُرّدَ نحو 2.7 مليون من ديارهم.
في يناير 2024، أعلنَ المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، وجودَ أسبابٍ تدعو إلى الاعتقاد بأن كلا الطرفين المتنازعين في السودان يرتكبان جرائمَ حربٍ وجرائمَ ضدَّ الإنسانية، وربما إبادةً جماعيةً في دارفور.
تطهيرٌ عرقيٌّ في الجنينة
أصدرت منظمةُ هيومن رايتس ووتش تقريراً في مايو 2024 بعنوان “المساليت لن يعودوا إلى وطنهم: التطهير العرقي والجرائم ضد الإنسانية في الجنينة، غرب دارفور، السودان”، يوثّقُ حملةَ تطهيرٍ عرقيٍّ ممنهجةٍ ضدَّ السكانِ غيرِ العربِ في المنطقة، لا سيما قبيلة المساليت، على يدِ قوات الدعم السريع والميليشياتِ المتحالفةِ معها. وتضمّنَ التقريرُ شهاداتٍ عن عملياتِ قتلٍ وتعذيبٍ واغتصابٍ ونهبٍ وتدميرٍ واسعةِ النطاق.
تسيطر قوات الدعم السريع حالياً على عواصم أربع من ولايات دارفور الخمس، وتُكثّفُ هجومها للسيطرة على الفاشر، عاصمة شمال دارفور، المعقلِ الأخيرِ للجيشِ في الإقليم.
Keywords: السودان، دارفور، قوات الدعم السريع، عقوبات الأمم المتحدة، تطهير عرقي، جرائم حرب، إبادة جماعية، الجنينة، المساليت، هيومن رايتس ووتش، كريم خان، الخرطوم، الفاشر.
