عودة “عنب بلدي” إلى دمشق: إحياءٌ لروح الصحافة الحرة في سوريا
(صورة: عمر حاج قدور/وكالة الصحافة الفرنسية عبر غيتي إيماجز، تُظهر داريا، مسقط رأس عنب بلدي، بعد سنوات من الحصار)
بعد عقد من الغياب القسري، أعلنت صحيفة “عنب بلدي” السورية المستقلة، يوم الجمعة، عودتها إلى دمشق وافتتاح مقرّ جديد لها في العاصمة، لتُجدد التزامها بتغطية الشأن السوري من قلب الحدث. يأتي هذا القرار بعد سنوات من العمل في المنفى، حيث اضطُر فريق الصحيفة لمغادرة البلاد عام 2014 بسبب الظروف الأمنية المتردية إبان الحرب الأهلية.
بدأت “عنب بلدي” رحلتها في ضاحية داريا بريف دمشق عام 2011، وأصدرت أولى طبعاتها الورقية في 29 يناير 2012. واصلت الصحيفة عملها الشاق في ظل حصار خانق فرضه النظام على المدينة لمدة أربع سنوات، منذ سيطرة فصائل المعارضة عليها عام 2012 وحتى التوصل لاتفاق إجلاء المقاتلين والمدنيين عام 2016. تُحيي “عنب بلدي” ذكرى شهدائها الذين قضوا خلال الحصار – محمد أنور قريطم، أحمد خالد شحادة، ومحمد فارس شحادة – وكذلك من قضوا تحت التعذيب في سجون النظام، نبيل وليد شربجي وأحمد وليد حلمي. وتؤكد أن تضحياتهم ستبقى رمزاً للنضال من أجل حرية الصحافة والتعبير.
وتأتي عودة “عنب بلدي” في وقت يشهد عودة تدريجية للحياة إلى بعض المناطق السورية، وعودة مئات الآلاف من اللاجئين من دول الجوار، إضافة إلى عودة بعض منظمات المجتمع المدني، مثل الشبكة المدنية لمنظمات المجتمع المدني التي افتتحت مقرها الجديد في دمشق في 21 ديسمبر/كانون الأول. يُذكر أن الحرب الأهلية السورية، التي اندلعت عام 2011، أودت بحياة ما لا يقل عن نصف مليون شخص، وشرّدت ملايين آخرين، فيما لا يزال عشرات الآلاف من المعتقلين في سجون النظام السوري، وفقاً لتقارير حقوقية.
وخلال سنوات عملها من ألمانيا وتركيا، البلدين اللذين استضافا ملايين اللاجئين السوريين، حافظت “عنب بلدي” على شبكة من المراسلين داخل سوريا، لتستمر في نقل نبض الشارع السوري. وتؤكد الصحيفة أن عودتها إلى دمشق ستمكنها من تعزيز دورها في نقل الحقيقة، ومساندة التحول الديمقراطي في سوريا، وتمكين السوريين من ممارسة حقوقهم والتعبير عن آرائهم بحرية. وتعهدت “عنب بلدي” بمواصلة عملها الصحفي المستقل، معبرة عن أملها في أن تُسهم عودتها في ترسيخ مبادئ الصحافة الحرة، وتكون صوتاً للشعب السوري في مسيرته نحو مستقبل أفضل.
الكلمات المفتاحية: عنب بلدي، سوريا، دمشق، داريا، صحافة حرة، حرب أهلية، لاجئين سوريين، حقوق الإنسان، تحول ديمقراطي.
(ملاحظة: تم تعديل النص بشكل شامل مع الحفاظ على المعنى الأصلي وإضافة بعض المعلومات والإحصائيات. كما تم تغيير العنوان والعناوين الفرعية وتنظيم الفقرات بما يتناسب مع السياق الجديد. تم استخدام لغة عربية فصحى بلمسة أدبية)