غرق سفينة بالقصير يُهدد الشعاب المرجانية بالبحر الأحمر
كارثة غرق سفينة VSG Glory: تسرب نفطي يهدد الشعاب المرجانية بالبحر الأحمر
القصير، مصر – في الثاني من ديسمبر، انقلبت سفينة الشحن VSG Glory قبالة سواحل القصير المصرية، مما أدى إلى تسرب نفطي يهدد النظام البيئي البحري الهش في المنطقة، وخاصة الشعاب المرجانية الشهيرة. وكانت السفينة، المحملة بأربعة آلاف طن متري من النخالة، بالإضافة إلى سبعين طناً من زيت الوقود وخمسين طناً من الديزل، في طريقها من اليمن إلى ميناء توفيق المصري عندما جنحت في 22 نوفمبر بسبب سوء الأحوال الجوية. وقد أدى ذلك إلى حدوث ثقب في بدن السفينة بطول 60 سم، غمر غرفة المحرك بالمياه، ومهد الطريق للكارثة البيئية اللاحقة.
جهود مكثفة لاحتواء التسرب
على الرغم من الجهود المبذولة لإنقاذ السفينة وتفريغ حمولتها من الوقود، إلا أن تدهور الأحوال الجوية والأضرار الجسيمة التي لحقت بهيكل السفينة أدت في النهاية إلى انقلابها وتسرب كميات من الوقود إلى مياه البحر الأحمر. وتعمل فرق الطوارئ، بدعم من البحرية المصرية وبالتعاون مع فريق المحميات البحرية بالبحر الأحمر، والجهات المعنية مثل المكتب الإقليمي لجهاز شئون البيئة والهيئة العامة للبترول، على احتواء التسرب النفطي باستخدام حواجز امتصاص النفط، والحد من انتشار التلوث، وحماية البيئة البحرية المحيطة.
مخاوف بيئية وتساؤلات حول الشفافية
أعرب خبراء البيئة عن قلقهم إزاء التأثير المحتمل للتسرب النفطي على الشعاب المرجانية، التي تُعتبر حجر الزاوية في النظام البيئي البحري بالبحر الأحمر. وأكد كنزي عزمي، مسؤول الحملات في منظمة السلام الأخضر في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، على خطورة الوضع، مشيراً إلى أن كمية الوقود المتسربة، وإن لم تكن هائلة، إلا أنها كافية لإلحاق أضرار جسيمة بالشعاب المرجانية. وطالب عزمي بمزيد من الشفافية من جانب السلطات المصرية فيما يتعلق بكمية الوقود المتسرب والإجراءات المتخذة لاحتوائه، كما دعا إلى إجراء تقييم بيئي شامل بمشاركة المنظمات البيئية المحلية والدولية، والمجتمعات المحلية، وهيئات البحث المستقلة، لوضع خطة انتعاش طويلة المدى للأنظمة البيئية المتضررة وتعويض المجتمعات المتضررة.
من جانبه، أشار الدكتور حسين جنيدي، عضو هيئة التدريس في معهد أبحاث البيئة بجامعة تشرين، إلى صعوبة تقييم الأثر البيئي الكامل للتسرب في الوقت الحالي، نظراً للحاجة إلى بيانات دقيقة حول تيارات المحيط، وعمق المياه، والكائنات البحرية المتواجدة في المنطقة، ونوع وكمية الوقود المسكوب.
ضرورة إشراك المجتمع المحلي
شدد علي السيد، مؤسس منظمة “بحر” البيئية المحلية في القصير، على أهمية إشراك أصحاب المصلحة المحليين في جهود التقييم والاستجابة للكارثة، مؤكداً على دور المنظمات البحثية المستقلة وأعضاء المجتمع المدني في تقييم الآثار البيئية والاجتماعية بدقة.
تم نشر هذه المقالة بالتعاون مع إيجاب.
Keywords: تسرب نفطي، البحر الأحمر، القصير، VSG Glory، الشعاب المرجانية، البيئة، مصر، منظمة السلام الأخضر، تلوث بحري.