كارثة إنسانية تلوح في أفق شمال غزة مع تصاعد حدة الأزمة
(صورة: محمود عيسى/ صور الشرق الأوسط / وكالة الصحافة الفرنسية عبر جيتي – يواجه الفلسطينيون في شمال غزة نقصًا حادًا في المساعدات. قُتل المئات في الهجوم.)
في ظل استمرار الهجوم العسكري الإسرائيلي على شمال قطاع غزة، حذرت الأمم المتحدة من كارثة إنسانية وشيكة تهدد حياة السكان الفلسطينيين في المنطقة. وأعرب مسؤولون أمميون كبار، بمن فيهم جويس مسويا، القائم بأعمال مسؤول الإغاثة في الأمم المتحدة، ورؤساء وكالات أممية أخرى مثل اليونيسف وبرنامج الغذاء العالمي، عن قلقهم البالغ إزاء الوضع “المروع” في شمال غزة، محذرين من أن جميع السكان الفلسطينيين هناك يواجهون خطر الموت الوشيك بسبب المرض والجوع والعنف.
وأشار البيان الأممي إلى أن المساعدات الإنسانية لا تستطيع مواكبة حجم الاحتياجات المتزايدة بسبب القيود المفروضة على الوصول، مما يؤدي إلى نقص حاد في السلع الأساسية المنقذة للحياة. كما أكد البيان على تعرض العاملين في المجال الإنساني للخطر وعدم قدرتهم على أداء مهامهم بسبب انعدام الأمن والقيود التي تفرضها القوات الإسرائيلية.
يأتي هذا التحذير في الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل حملتها العسكرية واسعة النطاق في شمال غزة، والتي بدأت الشهر الماضي وأسفرت عن مقتل المئات حتى الآن. وتراقب الولايات المتحدة الوضع عن كثب للتأكد من أن تصرفات إسرائيل لا ترقى إلى “سياسة تجويع” في الشمال. وفي هذا السياق، أجرت سامانثا باور، مديرة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، محادثات مع السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة، مايكل هرتزوغ، يوم الجمعة، لمناقشة الحاجة الملحة لتوصيل المزيد من المساعدات إلى الشعب الفلسطيني، معربة عن قلقها البالغ إزاء الأوضاع الإنسانية المتدهورة في شمال غزة. يأتي هذا الاجتماع مع اقتراب الموعد النهائي الذي حددته واشنطن لإسرائيل لتحسين الوضع أو مواجهة قيود محتملة على المساعدات العسكرية الأمريكية، والذي تم إبلاغه لإسرائيل في رسالة بتاريخ 13 أكتوبر/تشرين الأول، ومنحها مهلة 30 يومًا.
من جانبها، نفت حماس مرارًا وتكرارًا مزاعم إسرائيل بسرقة المساعدات، مؤكدة أن إسرائيل هي المسؤولة عن النقص الحاد في الإمدادات. وكانت خدمة الطوارئ المدنية الفلسطينية قد أعلنت يوم الاثنين أن حوالي 100 ألف شخص تقطعت بهم السبل في جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون في شمال غزة دون إمدادات طبية أو غذائية، وهو رقم لم يتم التحقق منه بشكل مستقل. في المقابل، رفضت بعثة إسرائيل لدى الأمم المتحدة في نيويورك التعليق على البيان الأممي، وكان سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، داني دانون، قد صرح أمام مجلس الأمن الشهر الماضي أن القضية في غزة لا تتعلق بنقص المساعدات، مشيرًا إلى تسليم أكثر من مليون طن من المساعدات خلال العام الماضي، متهمًا حماس باختطافها.
وقد دعت الأمم المتحدة جميع الأطراف المتقاتلة في غزة إلى حماية المدنيين، وحثت إسرائيل على وقف هجومها على غزة وعلى العاملين في المجال الإنساني الذين يحاولون تقديم المساعدة.
(الكلمات المفتاحية: غزة، شمال غزة، إسرائيل، حماس، مساعدات إنسانية، الأمم المتحدة، الولايات المتحدة، سامانثا باور، مايكل هرتزوغ، داني دانون، جباليا، بيت لاهيا، بيت حانون)
(النمط الكتابي: صحفي/إخباري)