فندق تدمر صامد في وجه الحرب: بعلبك.. “مدينة الشمس” تغرق في الظلام
جدول المحتوى
فندق تدمر في بعلبك: صمودٌ وسط ركام الحرب
في قلب مدينة بعلبك اللبنانية، التي تشتهر بآثارها الرومانية الشامخة، يقف فندق تدمر التاريخيّ صامداً كشاهدٍ على تاريخٍ حافلٍ بالحروب والصراعات. فمنذ اندلاع الحرب الأخيرة بين إسرائيل وحزب الله، خلت أروقة الفندق من زواره، وأصبحت قاعاته الشاسعة مهجورةً إلا من ربيع ساليكا، الموظف الذي رفض التخلي عن مكانٍ أمضى فيه أكثر من نصف حياته.
إرثٌ تاريخيّ يتحدى الحرب
يعود تاريخ بناء فندق تدمر إلى عام 1874، وقد استقبل بين جدرانه على مرّ السنين شخصياتٍ بارزةً من مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك الرئيس الفرنسيّ السابق شارل ديغول والمغنية الأمريكية نينا سيمون.
ويُطِلّ الفندق على مدينة بعلبك، التي تُعرف باسم ”مدينة الشمس” في العصور القديمة، والتي تضمّ أحد أكبر مجمعات المعابد الرومانية في العالم، المُصنّف كموقعٍ للتراث العالميّ من قبل اليونسكو.
وعلى الرغم من أنّ الحرب الأهلية اللبنانية (1975-1990) وحرب عام 2006 بين إسرائيل وحزب الله ألقت بظلالها على المدينة، إلا أنّ فندق تدمر ظلّ صامداً، مُرحّباً بالضيوف ومُواجهاً التحديات.
صمودٌ في وجه الدمار
يقول ربيع ساليكا، البالغ من العمر 45 عاماً، إنّ الفندق “لم يُغلق أبوابه منذ 150 عاماً”، مُشيراً إلى ارتباطه العاطفيّ بالمكان الذي يتركه خالياً “ألمٌ كبيرٌ في قلبي”.
ويقضي ساليكا أيامه في تنظيف الفندق من الغبار وإزالة شظايا الزجاج التي خلّفتها الانفجارات، مُحافظاً على رونقه التاريخيّ في وجه الدمار الذي طال المدينة.
مدينةٌ مُحاصرةٌ بالخوف
لقد أدّت الحرب الأخيرة بين إسرائيل وحزب الله إلى نزوح حوالي 60% من سكان بعلبك، الذين كان يُقدّر عددهم بنحو 250 ألف نسمة قبل الحرب.
وبعد عامٍ من الاشتباكات الحدودية، كثّفت إسرائيل من هجماتها على مواقع حزب الله، بما في ذلك مناطق في بعلبك، مما أدّى إلى حياةٍ صعبةٍ للسكان الذين آثروا البقاء.
ويشير مسؤولون محليون إلى أنّ حوالي 40% فقط من سكان بعلبك ما زالوا في المدينة، مُحاصرين في مناطق ذات أغلبية سنية.
مستقبلٌ غامضٌ
في ظلّ استمرار الحرب وتصاعد حدّة الاشتباكات، يُخيّم الغموض على مستقبل مدينة بعلبك وسكانها، بمن فيهم ربيع ساليكا، الذي يُمثّل صموده في فندق تدمر رمزاً للأمل في عودة الحياة إلى طبيعتها في يومٍ من الأيام.
فندق تدمر في بعلبك: صمودٌ في وجه الحرب وغياب النزلاء
بعلبك، لبنان: يُخيّم الصمت على أروقة فندق تدمر العريق في مدينة بعلبك اللبنانية، فمنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحزب الله، غاب زوار الفندق الشهير، تاركين خلفهم صدى ذكريات الماضي وعظمة التاريخ.
يُعتبر فندق تدمر، الذي شُيّد عام 1874، رمزًا من رموز المدينة، وقد استقبل بين جدرانه على مرّ العقود شخصياتٍ بارزة من مختلف أنحاء العالم، من بينهم الرئيس الفرنسي الأسبق شارل ديغول والمغنية الأمريكية الشهيرة نينا سيمون.
وعلى الرغم من غياب النزلاء، يُصرّ ربيع ساليكا، أحد الموظفين القدامى في الفندق، على البقاء فيه، رافضًا مغادرة المكان الذي شهد على سنوات عمره ويمثل جزءًا لا يتجزأ من تاريخ مدينته.
يقول ساليكا، البالغ من العمر 45 عامًا، والذي أمضى أكثر من نصف حياته يعمل في الفندق: ”هذا الفندق لم يغلق أبوابه منذ 150 عامًا”. ويُشير إلى أن الفندق استقبل الضيوف خلال أحلك فترات الحرب الأهلية اللبنانية (1975-1990) وكذلك خلال الحرب الأخيرة بين إسرائيل وحزب الله عام 2006.
ألم الفراغ
يُعبّر ساليكا عن حزنه للوضع الراهن، قائلاً: “أنا مرتبط بهذا المكان ارتباطًا وثيقًا”، مضيفًا أن رؤية قاعات الفندق الشاسعة مهجورة تُسبب له “ألمًا كبيرًا في القلب”.
ويقضي ساليكا أوقاته في تنظيف غبار النسيان عن قطع الأثاث العتيقة والمرايا القديمة، كما يعمل على إزالة شظايا الزجاج من النوافذ التي تحطمت بفعل القصف.
مدينة الشمس في ظلال الحرب
تُعرف مدينة بعلبك باسم “مدينة الشمس” منذ العصور القديمة، وهي تُعدّ موطنًا لواحد من أكبر مجمعات المعابد الرومانية في العالم، والتي أدرجتها اليونسكو على قائمة مواقع التراث العالمي.
لكن الحرب الدائرة بين إسرائيل وحزب الله ألقت بظلالها على المدينة الواقعة شرق لبنان، والتي كان يُقدّر عدد سكانها بنحو 250 ألف نسمة قبل اندلاع القتال.
الحياة في طريق مسدود
وبعد عام من الاشتباكات عبر الحدود مع حزب الله، أدت الحرب إلى شلل شبه تام في الحياة الطبيعية في بعلبك.