القات في زمن الحرب: مخاطر صحية واقتصادية واجتماعية متصاعدة
القات في اليمن: أزمة صحية واجتماعية تتفاقم في ظل الحرب
بين مطرقة الحرب وسندان العادة: القات يلتهم اليمن
على الرغم من ويلات الحرب التي تعصف باليمن منذ سنوات، إلا أن هناك أزمة أخرى تتفاقم في ظلها، أزمة تنهش صحة المجتمع اليمني واقتصاده على حد سواء، ألا وهي انتشار تعاطي القات.
فقد أضحى مضغ القات، تلك النبتة التي تحتوي على مادة محفزة، جزءًا لا يتجزأ من العادات الاجتماعية في اليمن، إلا أن تبعات هذه العادة كارثية على صحة الفرد والمجتمع.
القات: خطر صحي متزايد
أثبتت الدراسات الطبية ارتباط مضغ القات بأمراض خطيرة، كالسرطان الذي يصيب الجهاز الهضمي العلوي، وأمراض القلب والأوعية الدموية. كما يمكن أن يؤدي إلى العقم عند الرجال، في مفارقة لافتة لواحد من الآثار المزعومة له.
الحرب تغذي أزمة القات
قد يعتقد البعض أن الحرب التي أدت إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية في اليمن ستحد من انتشار القات، إلا أن العكس هو الصحيح. فقد أدى انعدام الأمن وانتشار البطالة إلى لجوء العديد من اليمنيين إلى مضغ القات كوسيلة للنسيان أو الهروب من واقعهم المرير.
القات يلتهم موارد الأسرة اليمنية
في ظل أزمة الغذاء الخانقة التي يعيشها اليمن، والتي تصفها الأمم المتحدة بأنها “الأسوأ في العالم”، يُنفق جزء كبير من دخل الأسرة اليمنية على شراء القات، مما يحرم الأطفال والمحتاجين من الغذاء والرعاية الصحية.
جهود محدودة لمكافحة القات
على الرغم من جهود المنظمات المحلية والدولية في التوعية بمخاطر القات، إلا أن هذه الجهود تصطدم بعقبات كثيرة، منها ضعف الإرادة الحكومية في فرض قوانين صارمة تُقيد زراعة وتجارة القات، بالإضافة إلى تمسك شريحة واسعة من المجتمع بهذه العادة.
الحاجة إلى حلول جذرية
إن معالجة أزمة القات في اليمن تتطلب تضافر جهود جميع الأطراف، بدءًا من الحكومة التي يجب عليها سن قوانين رادعة تُجرّم زراعة وتجارة القات، مرورًا بوسائل الإعلام التي يقع على عاتقها دور كبير في التوعية بمخاطره، وانتهاءً بالمواطن الذي يجب أن يدرك خطورة هذه الآفة على صحته ومستقبل أبنائه.
مستقبل غامض
في الختام، يبقى مستقبل اليمن رهين بقدرته على التغلب على تحدياته المتعددة، ومنها أزمة القات التي تستدعي تحركًا جديًا وعاجلاً لإنقاذ ما تبقى من صحة وموارد هذا البلد المنكوب.