تصاعد حدة القتال في السودان وارتفاع عدد الضحايا المدنيين
أفادت مصادر طبية يوم الاثنين بمقتل ستة مدنيين، بينهم طفلان، جراء قصف قوات الدعم السريع في مدينة أم درمان، المجاورة للعاصمة الخرطوم. وأكد طبيب في مستشفى الناو، طلب عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية، لوكالة فرانس برس، أن هجوم الأحد أسفر عن إصابة 36 مدنياً آخرين، نصفهم في حالة حرجة. وذكر مكتب الإعلام الإقليمي أن القصف استهدف أحياء سكنية في شمال أم درمان، حيث أصيب مدنيون داخل منازلهم وأطفال كانوا يلعبون في ملعب لكرة القدم.
يشهد الصراع الدائر بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني، والذي اندلع في أبريل 2023، تصاعداً ملحوظاً في الأشهر الأخيرة، حيث يسعى الجيش لاستعادة المناطق التي سيطرت عليها قوات الدعم السريع في وقت سابق من النزاع، لا سيما في العاصمة الخرطوم وضواحيها. ويؤكد الجيش أن وحداته باتت على بُعد أقل من كيلومتر واحد من القصر الرئاسي، الذي سيطرت عليه قوات الدعم السريع في بداية الحرب. وفي رسالة مصورة نُشرت على تطبيق تيليجرام يوم السبت، تعهد قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، بأن قواته “لن تغادر القصر الجمهوري”. وشاهد مراسلو وكالة فرانس برس أعمدة كثيفة من الدخان تتصاعد فوق وسط الخرطوم مع احتدام القتال في أنحاء العاصمة، وسط دوي إطلاق النار والانفجارات في عدة مناطق.
آثار كارثية للصراع على المدنيين
خلّف الصراع الدائر في السودان آثاراً كارثية على المدنيين، حيث قُتل عشرات الآلاف وشُرّد أكثر من 12 مليون شخص، مما تسبب في واحدة من أكبر أزمات الجوع والنزوح في العالم. وفي الخرطوم وحدها، نزح ما لا يقل عن 3.5 مليون شخص من منازلهم بسبب العنف، وفقاً لتقديرات الأمم المتحدة. وفي مدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان، الواقعة على بُعد حوالي 400 كيلومتر جنوب غرب الخرطوم، قُتل مدنيان وأصيب 15 آخرون بجروح، بحسب مصادر طبية. وفي الشهر الماضي، كسر الجيش حصاراً فرضته قوات الدعم السريع لمدة عامين تقريباً على المدينة، التي تُعدّ نقطة وصل رئيسية تربط كردفان بمنطقة دارفور الشاسعة، الخاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع. وفي جميع أنحاء شمال كردفان، نزح أكثر من 200,000 شخص، بينما يواجه ما يقرب من مليون شخص انعدام الأمن الغذائي الحاد، وفقاً لإحصائيات حديثة.
امتدت الاشتباكات أيضاً إلى ولاية النيل الأزرق، المتاخمة لجنوب السودان وإثيوبيا، حيث زعمت قوات الدعم السريع يوم الأحد أنها دمرت مركبات عسكرية وأسرت جنوداً من الجيش والقوات المتحالفة معه. على مدى ما يقرب من عامين، مزّق الصراع السودان، حيث تسيطر قوات الدعم السريع على معظم دارفور في الغرب وأجزاء من الجنوب، بينما يسيطر الجيش على الشمال والشرق. وقد حقق الجيش تقدماً في وسط السودان والخرطوم في الأشهر الأخيرة، ويبدو أنه على وشك استعادة السيطرة على العاصمة بأكملها.
Keywords: السودان، الخرطوم، أم درمان، قوات الدعم السريع، الجيش السوداني، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، نزوح، قتلى، جرحى، دارفور، النيل الأزرق، شمال كردفان، الأبيض، صراع، حرب.