كأس العالم لا مثيل لها: خطط المملكة العربية السعودية الجريئة لعام 2034
جدول المحتوى
“لغتي المفضلة هي لغة الاحتمال، لأنه بالنسبة لنا، كل شيء ممكن”، هذا ما أعلنه صوت سعودي شاب في مؤتمر غير عادي للفيفا يوم الأربعاء.
لديها نقطة. قبل عقد من الزمن، لم تكن المملكة العربية السعودية تعتبر منافساً لاستضافة الحدث الرياضي الأكثر مشاهدة في العالم – كأس العالم لكرة القدم. ومع ذلك، بعد أربعة عشر شهرًا فقط من إطلاق عرضهم الطموح لنسخة 2034، أصبح ما كان يبدو مستحيلاً في السابق حقيقة واقعة، مع حصول المملكة رسميًا على حق استضافة البطولة.
يمثل هذا الإعلان لحظة تاريخية للمملكة العربية السعودية، حيث تعود بطولة كأس العالم إلى منطقة الخليج بعد ظهورها التاريخي لأول مرة في قطر عام 2022. كما يمثل خطوة محورية في مبادرة “رؤية 2030” السعودية، وهي خطة لتنويع اقتصاد البلاد إلى ما هو أبعد من ذلك. النفط وترسيخ مكانتها كلاعب رئيسي على الساحة الرياضية العالمية.
منذ عام 2021، أصبحت المملكة العربية السعودية مركزًا لبعض الأحداث الرياضية المرموقة في العالم.
يتضمن التقويم العالمي للفورمولا 1 الآن سباقًا في جدة، حيث يتنافس عمالقة الوزن الثقيل مثل تايسون فيوري وأنتوني جوشوا وألكسندر أوسيك تحت الأضواء، ويتبادل نوفاك ديوكوفيتش ورافائيل نادال الضربات الأمامية القوية في الرياض، وأيقونات كرة القدم كريستيانو رونالدو وكريم بنزيمة ونيمار. رفعوا الدوري السعودي للمحترفين إلى مكانة عالمية.
لكن استضافة كأس العالم لكرة القدم تمثل تحديا مختلفا تماما. وضعت قطر 2022 معيارًا عاليًا، حيث حضر 3.4 مليون مشجع المباريات في الملاعب، بينما تابع 5 مليارات مشاهد حول العالم جزءًا من البطولة.
إن نجاح الزيارة الأولى لكأس العالم إلى العالم العربي يعني أن التوقعات مرتفعة للغاية بالنسبة للمملكة العربية السعودية. ولكن إذا كان لسجل المملكة وخططها الجريئة أي مؤشر، فإن مشجعي كرة القدم ينتظرون شيئًا غير عادي حقًا.
التزمت المملكة بمشاريع بنية تحتية واسعة النطاق للتحضير لكأس العالم لكرة القدم 2034، بما في ذلك بناء أو تجديد 11 ملعبًا – ثلاثة منها قيد الإنشاء بالفعل – وإضافة 185 ألف غرفة فندقية جديدة لاستيعاب تدفق الزوار.
الملاعب المذهلة
ومن بين الملاعب الجديدة، سيكون استاد الملك سلمان الدولي المخطط له في الرياض، والذي يتسع لـ 92.760 متفرجًا، يقع بشكل مثير على قمة منحدر، ومن المقرر أن يستضيف المباراة الافتتاحية والنهائية.
على طول شواطئ البحر الأحمر، سيتميز استاد ساحل القدية المستقبلي بتصميم متموج مذهل مستوحى من الموجة المكسيكية. وفي الوقت نفسه، سيقع استاد نيوم، وهو جزء من مشروع “ذا لاين” الطموح، على ارتفاع 350 مترًا فوق مستوى سطح البحر ولا يمكن الوصول إليه إلا عبر المصاعد عالية السرعة والمركبات ذاتية القيادة – وهي أعجوبة هندسية تعكس رؤية المملكة المستقبلية.
وكما أعلن المتحدث الرسمي خلال الفيديو الترويجي للمزايدة، “نحن لا نريد الاستضافة فحسب؛ بل نريد أيضًا أن نستضيفه”. “نريد أن نبتكر طريقة جديدة لمشاهدة كرة القدم.”
إذا قدمت هذه الملاعب تصاميمها الاستثنائية، فإن كأس العالم 2034 ستوفر بالفعل تجربة مشاهدة لا مثيل لها.
سابقة تاريخية لشكل 48 فريقًا
الحصول على حق استضافة ملاعب كأس العالم 2034، تتمتع المملكة العربية السعودية بموقع فريد كونها أول دولة منفردة تنظم النسخة الموسعة المكونة من 48 فريقًا. ستنطلق البطولة المُجددة لأول مرة في عام 2026، وستشارك في استضافتها الولايات المتحدة والمكسيك وكندا، تليها نسخة 2030 المقسمة بين إسبانيا والبرتغال والمغرب، وثلاث مباريات افتتاحية في أمريكا الجنوبية للاحتفال بالذكرى المئوية للبطولة.
ستوحد نسخة المملكة العربية السعودية 2034 العالم في وجهة واحدة، حيث وعد المتحدث باسمها قائلاً: “ستكون هذه بطولة كأس العالم لا مثيل لها”. ومع وجود 60% من سكان العالم على بعد ثماني ساعات بالطائرة، فإن المملكة مهيأة لاستقبال أكبر عدد من الزوار الدوليين في تاريخ البطولة.
بنية تحتية للنقل ذات مستوى عالمي
إن مفتاح نجاح العرض هو البنية التحتية القوية لوسائل النقل في المملكة العربية السعودية. إن شبكات السكك الحديدية عالية السرعة، والمطارات الحديثة، وأنظمة النقل العام الفعالة، مثل مترو الرياض، تعد بتنقل سلس للجماهير والفرق على حد سواء. وفي حين أن السفر الجوي بين المدن سيظل يلعب دورًا رئيسيًا، فإن التصميم المدمج للبطولة يقلل من التحديات اللوجستية، مما يوفر للجماهير تجربة كأس العالم يسهل الوصول إليها ومبسطة.
متى ستقام البطولة؟
ورغم أن الموعد الرسمي للبطولة لم يتم تأكيده بعد، إلا أنه من المتوقع على نطاق واسع أن تقام في فصل الشتاء. ومع ذلك، على عكس بطولة كأس العالم 2022 في قطر، والتي استمرت من نوفمبر إلى ديسمبر، يمكن أن تشهد نسخة المملكة العربية السعودية تحولاً في التوقيت.
ومع تجاوز درجات الحرارة في الصيف 40 درجة مئوية، سلط الفيفا الضوء على “المخاطر المتزايدة فيما يتعلق بتوقيت الأحداث” بسبب التحديات المناخية والحاجة إلى التنقل في “المناسبات الدينية”. وأثار ذلك تكهنات باحتمال إقامة البطولة في يناير لتجنب تداخلها مع شهر رمضان.
بفضل تصاميم الملاعب الرائدة والبنية التحتية المبتكرة والالتزام بالتميز، يَعِد كأس العالم في المملكة العربية السعودية بوضع معيار جديد لمستقبل البطولة.