كامالا هاريس تواجه اتهامات بـ”الإبادة الجماعية” في غزة
مواجهة حادة: هاريس وطالبة جامعية في قلب الجدل حول غزة
بين التأكيد على حق التعبير ودعم ”حق الدفاع عن النفس”: هل تجد هاريس نفسها في مأزق أخلاقي؟
في حادثة جرت يوم السبت الماضي، أثارت ردة فعل كامالا هاريس، المرشحة الرئاسية الأمريكية السابقة، جدلاً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك إثر مواجهتها من قبل طالبة جامعية اتهمتها بدعم “الإبادة الجماعية” في غزة.
بدأت القصة خلال فعالية لحملة هاريس في جامعة ويسكونسن-ميلووكي، حيث قاطعت طالبة، كانت ترتدي الكوفية الفلسطينية، خطاب هاريس بسؤال استاذي: “لقد استثمرتم مليارات الدولارات، أليس كذلك؟ في الإبادة الجماعية؟”.
ورغم أن هاريس أكدت على احترامها لحق الطالبة في التعبير، إلا أن ردها بدا متناقضاً مع تصريحاتها السابقة الداعمة لإسرائيل. فقد صرحت هاريس سابقاً بأنها تؤيد “حق إسرائيل في الدفاع عن النفس”، كما استبعدت إمكانية وقف إمدادات الأسلحة الأمريكية لإسرائيل.
وقد أثار هذا التناقض حفيظة العديد من الناخبين العرب الأمريكيين، خاصة في الولايات المتأرجحة مثل ميشيغان، حيث أعلن العديد منهم رفضهم التصويت لهاريس.
“ما يتحدث عنه حقيقي”: هل توافق هاريس على وصف الحرب بالإبادة الجماعية؟
لم تنتهِ المواجهة عند هذا الحد، فقد استمرت الطالبة في الضغط على هاريس، مستعرضةً أعداد الضحايا الفلسطينيين الذين سقطوا جراء الغارات الإسرائيلية، متسائلةً: “لقد مات 42 ألف شخص، ولقي 19 ألف طفل حتفهم، ولن نسميها إبادة جماعية؟”.
وقد قامت شرطة الجامعة بطرد الطالبة من القاعة، متهمةً إياها بإثارة الفوضى. إلا أن هاريس علقت على مغادرة الطالبة قائلةً: ”اسمعوا، ما يتحدث عنه حقيقي. إنه حقيقي”.
بين المأساة و”فرصة السلام”: هل تنجح هاريس في إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية؟
وفي تصريحات أخرى لها في نفس اليوم، وصفت هاريس مقتل يحيى السنوار، القائد العسكري لحركة حماس، على يد القوات الإسرائيلية بأنه ”فرصة يجب استغلالها لتحقيق السلام وإعادة الرهائن إلى ديارهم”.
ورغم وصفها للأحداث في غزة بـ “المأساة” وتعبيرها عن حزنها لسقوط “عدد هائل من الضحايا الفلسطينيين الأبرياء”، إلا أن تصريحات هاريس لا تزال تثير العديد من التساؤلات حول موقفها الحقيقي من القضية الفلسطينية.
فهل ستتمكن هاريس من التوفيق بين دعمها لإسرائيل وبين مطالب العدالة للشعب الفلسطيني؟ يبقى هذا السؤال مطروحاً، خاصة مع استمرار المعارك في غزة وتصاعد حدة التوتر في المنطقة.