## “كنا نائمين”: مجزرة إسرائيلية تستهدف الصحفيين في جنوب لبنان
جدول المحتوى
بين جدران الأمان المزعومة: غارة إسرائيلية تودي بحياة إعلاميين في جنوب لبنان
في تطور مأساوي جديد للصراع الدائر بين إسرائيل وحزب الله، لقي ثلاثة إعلاميين حتفهم في غارة جوية إسرائيلية استهدفت منزلاً كانوا يلتجئون إليه في بلدة حاصبيا جنوب لبنان فجر يوم الجمعة.
ووفقاً لشهود عيان، وقعت الغارة حوالي الساعة الثالثة والنصف صباحاً، مستهدفةً منزلاً لجأ إليه عدد من الصحفيين بحثاً عن ملاذ آمن بعيداً عن مناطق سيطرة حزب الله. وأسفرت الغارة عن مقتل المصور الصحفي غسان نجار، ومهندس البث محمد رضا الذي يعمل في قناة الميادين، والمصور وسام قاسم الذي يعمل في قناة المنار.
وقد روت دارين الحلوة، كبيرة مراسلي قناة سكاي نيوز عربية، تفاصيل مرعبة عن اللحظات الأولى للغارة، قائلةً لوكالة فرانس برس: “استيقظت على صوت صاروخ يهوي من السماء، فوجدت باب منزلي مفتوحاً والدخان يتصاعد بكثافة من الحديقة. ظننت في البداية أنه حريق”. وأضافت الحلوة، التي تغطي الصراع منذ أكثر من عام، أنها تلقت اتصالاً من أحد زملائها أخبرها أنه عالق تحت الأنقاض.
وأظهرت الصور التي التقطتها وكالة فرانس برس من موقع الغارة دماراً هائلاً لحق بالمنازل، حيث تحطمت أسطح المنازل وتناثرت الأنقاض في كل مكان. كما تحولت سيارتا بث تحملان شعار “صحافة” إلى ركام متفحم.
وأكد رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي أن استهداف الصحفيين أثناء نومهم هو جريمة بشعة وانتهاك صارخ للقانون الدولي، مطالباً المجتمع الدولي بإدانة هذه الجريمة وتحميل إسرائيل المسؤولية الكاملة عن استهداف المدنيين والصحفيين.
وتأتي هذه الحادثة لتسلط الضوء على المخاطر الجسيمة التي يواجهها الصحفيون في تغطية الصراعات المسلحة، خاصة في ظل تصاعد وتيرة العنف واستهداف المدنيين بشكل متعمد.
مجزرة حاصبيا: حينما طال الموت عدسات الحقيقة
في مشهدٍ مُفجعٍ يُبرز بشاعة الحرب وانتهاكها الصارخ لحرمة الأرواح، استيقظ العالم على وقع فاجعةٍ جديدة طالت ثلاثة صحفيين كانوا يغطون الحرب الدائرة في لبنان. ففي الساعات الأولى من فجر يوم الجمعة، تعرض مجمع سكني في بلدة حاصبيا الحدودية، لجريمةٍ بشعةٍ راح ضحيتها كل من المصور غسان نجار، ومهندس البث محمد رضا العامل في قناة الميادين، والمصور وسام قاسم من قناة المنار.
ملاذٌ زائفٌ يتحوّل إلى مقبرة
كان الصحفيون الثلاثة، إلى جانب زملائهم من وسائل إعلام لبنانية وعربية مختلفة، قد اتخذوا من بلدة حاصبيا ملاذاً آمناً بعيداً عن بؤر التوتر الرئيسية في الجنوب اللبناني. اختاروا مجمعاً سكنياً يضم عشرة منازل على ضفاف نهر الحاصباني، ظناً منهم أن بعد المسافة عن خطوط المواجهة سيوفر لهم الحماية والأمان.
شهادةٌ من قلب الحدث
دارين الحلوة، كبيرة مراسلي سكاي نيوز عربية، كانت من بين الصحفيين الذين نجوا من المجزرة. تروي لحظات الرعب التي عاشتها قائلةً: “استيقظت على صوت صفيرٍ مُدوٍّ، ووجدت باب منزلي مفتوحاً على مصراعيه، بينما تصاعدت أعمدة الدخان الكثيف من الحديقة. ظننت في البداية أنه حريقٌ شبّ في المكان”. وتضيف الحلوة، التي تغطي الحرب الدائرة بين إسرائيل وحزب الله منذ أكثر من عام، “اتصلت بأحد زملائي للاطمئنان عليه، فأخبرني أنه عالقٌ تحت الأنقاض”.
“سلاحنا الوحيد”
لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يتعرض فيها الصحفيون والطواقم الإعلامية للخطر في لبنان. فمنذ اندلاع المواجهات الأخيرة، وثّقت منظمات حقوقية مقتل وإصابة العديد من العاملين في مجال الإعلام. ففي أكتوبر الماضي، استشهد المصور الصحفي في وكالة رويترز، عصام عبد الله، بنيران إسرائيلية أثناء تغطيته الأحداث في جنوب لبنان. كما أصيبت ستة صحفيين آخرين، من بينهم ديلان كولينز مراسل وكالة فرانس برس، وكريستينا عاصي التي بُترت ساقها اليمنى.
إدانةٌ دولية واستنكارٌ واسع
أثارت مجزرة حاصبيا موجةً عارمةً من الإدانات الدولية، حيث طالبت منظماتٌ حقوقيةٌ بفتح تحقيقٍ دوليٍّ في الجريمة. كما أدانت الحكومات والهيئات الدولية استهداف المدنيين والصحفيين، مؤكدةً على ضرورة محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم.
الحقيقة ضحيةٌ جديدة
تبقى مجزرة حاصبيا وصمة عارٍ في جبين الإنسانية، وتذكيراً بالمخاطر الجسيمة التي يواجهها الصحفيون في مناطق النزاع. إن استهداف حملة القلم والكاميرا هو استهدافٌ للحقيقة وحرية التعبير، وهو أمرٌ يستوجب التحرك العاجل لحماية الصحفيين ومحاسبة المعتدين.