كوكتيل فرعوني مُخدر: دراسة تكشف أسرار كأس بيس عمرها 2000 عام
أسرار كأس بيس: كوكتيلات مخدرة في طقوس مصر القديمة
كشفت دراسة حديثة أسرارًا مثيرة حول كأس مصري عمره ألفي عام، حيث أظهرت التحاليل الكيميائية والوراثية أنه كان يُستخدم لتناول كوكتيلات مخدرة تحتوي على الكحول وسوائل الجسم، مما يُلقي ضوءًا جديدًا على طقوس المصريين القدماء.
ركزت الدراسة، التي قادها البروفيسور ديفيد تاناسي من جامعة جنوب فلوريدا، على كأس بيس، وهو إناء شرب مزخرف برأس الإله بيس، إله الخصوبة والشفاء والحماية في مصر القديمة. ولطالما دارت التكهنات حول طبيعة السوائل التي كانت تُحفظ في هذا الكأس، حيث اعتقد البعض أنه مخصص للمياه المقدسة.
لكن من خلال كشط الطبقة الداخلية للكأس وتحليلها كيميائيًا ووراثيًا، اكتشف البروفيسور تاناسي وفريقه آثارًا للكحول والمخدرات وسوائل الجسم. ويُعتقد أن هذا الكوكتيل، الذي كان يُحضّر بمزيج من بذور السمسم والعنب وعرق السوس والعسل، كان يُستخدم في طقوس الخصوبة.
يقول تاناسي: “للمرة الأولى، تمكنا من تحديد البصمات الكيميائية لمكونات هذا المشروب الموجود في كأس بيس بمتحف تامبا للفنون، بما في ذلك النباتات التي استخدمها المصريون القدماء، والتي تتميز بخصائصها النفسية والطبية”.
وأكد إنريكو جريكو، الباحث الرئيسي في الدراسة من جامعة تريست، أن هذه النتائج تُقدم دليلًا مباشرًا على استخدام المواد المخدرة في الطقوس المصرية القديمة. وصرح جريكو لمجلة نيوزويك: “يُرجح أن هذه المواد كانت تُسبب رؤىً أشبه بالأحلام وحالات تأمل عميقة، وربما النشوة. وكانت هذه التأثيرات مثالية للطقوس التي تتضمن النبوءة أو التحول الروحي”.
يُذكر أن كأس بيس الذي خضع للدراسة تم التبرع به لمتحف تامبا للفنون عام 1984. وقد أشار برانكو فان أوبن، أمين الفن اليوناني والروماني في المتحف، إلى أن علماء المصريات لطالما تساءلوا عن استخدامات أكواب بيس ونوع المشروبات التي كانت تُحفظ فيها، مثل الماء المقدس أو الحليب أو النبيذ أو البيرة. وأضاف: “لم يكن الخبراء متأكدين مما إذا كانت هذه الأكواب تُستخدم في الحياة اليومية أم في الطقوس الدينية أو السحرية”.
هذه الدراسة تُضيف بعدًا جديدًا لفهمنا للطقوس والممارسات الدينية في مصر القديمة، وتُسلط الضوء على استخدام النباتات والمواد المخدرة في سياقها الثقافي والروحي. كما تُؤكد أهمية التحليل العلمي للقطع الأثرية في الكشف عن أسرار الماضي.
Keywords: كأس بيس، مصر القديمة، طقوس، مخدرات، كحول، تحليل كيميائي، جامعة جنوب فلوريدا، متحف تامبا للفنون، ديفيد تاناسي، إنريكو جريكو، برانكو فان أوبن.