كينيا في مرمى النيران لاستضافتها قوات الدعم السريع السودانية
نيروبي تواجه انتقادات لاذعة بسبب استضافتها لقوات الدعم السريع
أثارت استضافة كينيا لقوات الدعم السريع السودانية لإعلان حكومة موازية موجةً من الانتقادات اللاذعة من السودان وحتى من داخل كينيا نفسها، حيث وُصفت هذه الخطوة بـ”غير المسؤولة جنائيًا”. وتأتي هذه الخطوة في ظل حرب طاحنة تشهدها السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ ما يقارب العامين، مخلفةً وراءها عشرات الآلاف من القتلى وأكثر من 12 مليون نازح، مما أدى إلى واحدة من أكبر أزمات الجوع والنزوح في العالم.
اتهامات للسودان بـ”غسل الإبادة الجماعية”
وجهت وزارة الخارجية السودانية، الموالية لرئيس الجيش عبد الفتاح البرهان، انتقادات حادة لكينيا لسماحها بهذا الحدث، معتبرةً إياه انتهاكًا لسيادة السودان وتدخلاً سافرًا في شؤونه الداخلية، ويعزز شرعية الجماعة المتمردة. كما اتهمت كينيا بـ”التواطؤ والتستر على فظائع قوات الدعم السريع” من خلال منحها هذه المنصة. ووصف عبد الله بورو هالاكه، محامي اللاجئين الدولي، هذه الخطوة بأنها “غسل للإبادة الجماعية” و”هراء دبلوماسي لا يمكن التراجع عنه”، مشيرًا إلى أنها تضر بصورة كينيا كوسيط سلام إقليمي.
قوات الدعم السريع تسعى لتعزيز سيطرتها على دارفور
يُنظر إلى قرار قوات الدعم السريع، بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، بتوقيع ميثاق مع فصائل سياسية متحالفة معها، على أنه محاولة لتعزيز قبضتها على منطقة دارفور غربي السودان، وتقسيم البلاد فعليًا. وتسيطر قوات الدعم السريع على معظم دارفور وأجزاء من جنوب السودان، بينما يسيطر الجيش على شرق وشمال البلاد، بما في ذلك العاصمة الخرطوم بعد استعادتها مؤخرًا.
كينيا: من وسيط سلام إلى “مُشرّعٍ للإجرام”؟
يواجه الرئيس الكيني ويليام روتو انتقادات واسعة داخل بلاده بسبب هذه الخطوة، حيث اتهم بالتخلي عن الحذر الدبلوماسي التقليدي لكينيا، ومحاولة إضفاء الشرعية على “عصابة إجرامية”. يُذكر أن كينيا لعبت دورًا تاريخيًا في الوساطة في النزاعات الإقليمية، بما في ذلك اتفاق السلام في السودان قبل 20 عامًا، والذي أنهى حربًا أهلية طويلة. إلا أن استضافتها لقوات الدعم السريع، المتهمة بارتكاب جرائم حرب وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، بما في ذلك عمليات إعدام جماعية على أساس عرقي وعنف جنسي، تُثير تساؤلات حول دوافع كينيا ومصداقيتها كوسيط سلام.
تأجيل إعلان الحكومة الموازية
كان من المقرر أن يُعلن عن الحكومة الموازية يوم الثلاثاء في مركز كينياتا الدولي للمؤتمرات في نيروبي، إلا أنه تم تأجيله إلى يوم الجمعة. وأكدت مصادر أن حميدتي وصل إلى كينيا ومن المتوقع حضوره لهذا الحدث.
الكلمات المفتاحية: كينيا، السودان، قوات الدعم السريع، حميدتي، عبد الفتاح البرهان، دارفور، حرب أهلية، إبادة جماعية، انتهاكات حقوق الإنسان، وليام روتو، نيروبي.