لبنان بعد الحرب: هل تتحول الأزمة إلى فرصة؟
## لبنان بعد الحرب: تحديات إعادة البناء وفرص السلام
بعد ثلاثة عشر شهرًا من الحرب المدمرة، عاد أكثر من 1.2 مليون نازح لبناني إلى ديارهم، حاملين معهم مزيجًا من الارتياح الحذر والأمل في مستقبل أفضل. لكن طريق التعافي طويل وشاق، يتخلله تحديات إعادة الإعمار وخطر تجدد الصراع وانهيار مؤسسات الدولة والاقتصاد. فما هي الخطوات اللازمة لتحويل هذه الأزمة إلى فرصة حقيقية للبنان؟ وكيف يمكن للمجتمع الدولي دعم جهود إعادة البناء والسلام؟
### أولوية تثبيت وقف إطلاق النار
يتطلب تثبيت وقف إطلاق النار التزامًا جادًا من جميع الأطراف. بالنسبة للبنان، يعني هذا انسحاب حزب الله من جنوب نهر الليطاني وعدم التخطيط للعودة، على عكس ما حدث في عام 2006. ويتطلب أيضًا من الجيش اللبناني تحمل مسؤوليته الوطنية الكاملة في حماية لبنان وضمان عدم عودة حزب الله إلى تلك المنطقة. قد يدفع حاجة حزب الله وإيران إلى فترة من الهدوء لإعادة بناء صفوفهما وإعادة تقييم استراتيجيتهما، إلى الالتزام بوقف إطلاق النار على المدى القصير والمتوسط.
### دعم الجيش اللبناني وتأمين الحدود
بدأ الجيش اللبناني بالتحرك جنوبًا بدعم سياسي وشعبي واسع، لكنه يواجه نقصًا حادًا في التمويل والتجهيزات. يحتاج الجيش إلى دعم عاجل من المجتمع الدولي لتطوير قدراته وتأمين الحدود اللبنانية، بما في ذلك مطار بيروت والموانئ والمعابر البرية، لمنع تهريب الأسلحة إلى الجماعات المسلحة غير الحكومية.
### الإغاثة الإنسانية وإعادة الإعمار
تعتبر الإغاثة الإنسانية وإعادة الإعمار من أهم الأولويات. يحتاج 1.2 مليون نازح عائد إلى ديارهم إلى مساعدات عاجلة لإعادة بناء حياتهم. من الضروري أن يشعروا بأن الدولة اللبنانية والمجتمع الدولي يقفان إلى جانبهم. يجب تجنب تكرار خطأ عام 2006، عندما استغل حزب الله وإيران معاناة النازحين لتسويق نفسيهما كمنقذين، بينما كانا السبب الرئيسي للنزاع. استعادة ثقة هؤلاء المواطنين بالدولة والمجتمع الدولي أمر بالغ الأهمية.
### الحل السياسي: انتخاب رئيس للجمهورية
على الصعيد السياسي، يجب على البرلمان الانعقاد لانتخاب رئيس للجمهورية، وهو منصب شاغر منذ عامين. يدعي حزب الله أن وقف إطلاق النار انتصار له، كما فعل في 2006، لكن معظم اللبنانيين لا يصدقون هذه الرواية. فقد أثبتت الحرب أن حزب الله، رغم قدرته على إطلاق الصواريخ، لم يستطع حماية جمهوره من القصف