مؤشر البطيخ: فضح ٤٠٠ شركة بريطانية متورطة في حرب غزة
فضح التواطؤ: مؤشر البطيخ يكشف تورط الشركات في انتهاكات حقوق الإنسان بفلسطين
في خطوةٍ جريئة نحو تعزيز الشفافية والمساءلة، أطلقت منظمة التقدمية الدولية، وهي تحالف عالمي من النشطاء والمنظمات الداعمة للعدالة الاجتماعية، مبادرة “مؤشر البطيخ”. هذه القاعدة بيانات التفاعلية تكشف عن أكثر من 400 شركة بريطانية، بالإضافة إلى شركات أخرى حول العالم، يُزعم تورطها في انتهاكات حقوق الإنسان المرتبطة بالاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والحرب على غزة.
يُصنف المؤشر كـ”أداة مقاومة يقودها العمال ضد الاحتلال والانتهاكات في فلسطين”، مقدمًا دليلًا مفصلاً على تورط هذه الشركات في قطاعات متعددة، بما في ذلك الدعم العسكري، وتطوير المستوطنات، وسياسات السيطرة على السكان، والاستغلال الاقتصادي، والتأثير الثقافي. ويُسلط الضوء على دور العمال كأطراف فاعلة داخل هذه الشركات، بإمكانهم تعطيل سلاسل التوريد، ووقف الإنتاج، ومواجهة التواطؤ مع الانتهاكات من الداخل، مُظهرين تضامنًا عالميًا مع الشعب الفلسطيني.
وفي تصريحٍ لـ”العربي الجديد”، أكدت كيميا طالبي، منسقة مؤشر البطيخ، أن “الآلة الحربية الإسرائيلية تعتمد بشكل كبير على الدعم المالي والعسكري والدبلوماسي والثقافي الذي تتلقاه من شركات حول العالم”. وأضافت: “يمتلك العمال في هذه الشركات القدرة على إعاقة هذه الآلة، وهناك الآلاف منهم يقومون بذلك بالفعل، مثل عمال الموانئ الهنود في أحد عشر ميناءً رفضوا التعامل مع شحنات أسلحة يُحتمل استخدامها ضد الفلسطينيين”.
يهدف المؤشر أيضًا إلى تمكين المستهلكين من خلال توفير معلومات شفافة وبيانات قابلة للتحليل حول تورط الشركات في الانتهاكات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين. فعلى سبيل المثال، يكشف المؤشر عن دعم شركة Airbnb المزعوم لإسرائيل من خلال إدراجها لعقارات في مستوطنات غير قانونية في الأراضي الفلسطينية المحتلة. ووفقًا للمؤشر، تُعلن Airbnb عن عقارات في 39 مستوطنة في الضفة الغربية وحدها.
تركز منظمة التقدمية الدولية، بناءً على نتائج المؤشر، على الشركات في قطاعات التكنولوجيا والطاقة والخدمات اللوجستية والشحن والتمويل والتأمين، سواءً كانت شركات عملاقة أو صغيرة. وقد استجاب العديد من العمال والنقابات العمالية حول العالم لنداءات النقابات العمالية الفلسطينية لمواجهة تواطؤ أصحاب العمل في الانتهاكات الإسرائيلية. وقد أدى ذلك إلى رفض عمال الموانئ في إسبانيا وإيطاليا وبلجيكا وناميبيا والهند التعامل مع شحنات عسكرية يُحتمل استخدامها في الحرب على غزة. كما أجبرت ضغوط النقابات والمتظاهرين اليابانيين شركة إيتوتشو العملاقة على إنهاء تعاونها مع شركة إلبيت سيستمز، أكبر شركة عسكرية خاصة في إسرائيل.
يسعى مؤشر البطيخ إلى دعم الحملات القائمة التي يقودها العمال، وإلى تشجيع إطلاق حملات جديدة، وفقًا لمنظمة التقدمية الدولية، التي تضم أكثر من 100 حزب سياسي ونقابة عمالية وحركة اجتماعية وجماعة ناشطة. وتدعو كيميا طالبي الجميع إلى استخدام المؤشر للعثور على الحملات الحالية ضد تواطؤ الشركات، أو التواصل مع المنظمة للحصول على الدعم في إنشاء حملات جديدة، مؤكدةً أن “الحاجة إلى التحرك أصبحت أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى، وكذلك الحاجة إلى تمكين العمال لاستعادة قوتهم”.
الكلمات المفتاحية: مؤشر البطيخ، فلسطين، الاحتلال الإسرائيلي، غزة، حقوق الإنسان، تواطؤ الشركات، عمال، نقابات عمالية، مقاطعة، Airbnb، إلبيت سيستمز، منظمة التقدمية الدولية.