تصعيد العدوان الإسرائيلي: قصف غزة واعتقالات بالضفة الغربية
في تصعيدٍ مُروعٍ للعدوان الإسرائيلي، قصفت القوات الإسرائيلية ما يُسمى بـ”المنطقة الآمنة” في المواصي بقطاع غزة يوم الخميس، مُخلّفةً وراءها مشهدًا مُفجعًا من الدمار والموت. أفادت مصادر طبية بمقتل ما لا يقل عن 21 شخصًا، مُشيرةً إلى أن العديد من الضحايا “تفحّموا” نتيجة شدة القصف. وأكد مدير مستشفى الناصر بخانيونس إصابة العشرات في الهجوم. يُذكر أن الفلسطينيين والمسعفين في القطاع قد أكدوا مرارًا وتكرارًا، طوال فترة الحرب، عدم وجود مناطق آمنة حقيقية، وأن إسرائيل لا تحترم المناطق التي تُصنّفها كـ”آمنة”.
وفي حادثةٍ مُفجعةٍ أخرى، لا تزال عائلة مُحاصرة تحت أنقاض مبنى مُكوّن من أربعة طوابق في مدينة غزة، بعد قصف إسرائيلي ليلي. وتُكافح طواقم الدفاع المدني جاهدةً لإنقاذهم، في حين أكدت الجزيرة مقتل ما لا يقل عن 25 شخصًا في هذا القصف، ونُقل الضحايا إلى المستشفى الأهلي. كما استشهد ثلاثة أشخاص في الجنينة قرب رفح يوم الخميس، وفقًا لوكالة وفا، التي أضافت أن مروحيات إسرائيلية أطلقت النار على بلدات في المنطقة.
وفي بيت لاهيا، اقتحمت القوات الإسرائيلية محيط مستشفى كمال عدوان، مُسفرةً عن سقوط قتلى وجرحى. يُشار إلى أن المستشفى، وكذلك منطقة الشجاعية المجاورة، تعرضا لعدة هجمات في الأسابيع الأخيرة. وأدان يونس الخطيب، رئيس جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في غزة، ما وصفها بـ”الانتهاكات غير المسبوقة للقانون الإنساني الدولي من قبل الاحتلال الإسرائيلي”، وذلك خلال مؤتمرٍ عُقد مع جاغان تشاباغين، الأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر.
وتزامن هذا التصعيد مع تصريحاتٍ مُتشددةٍ من وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتامار بن غفير، الذي دعا إلى وقف إمدادات الوقود إلى غزة حتى يتم إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين. وقال بن غفير لإذاعة الجيش الإسرائيلي: “علينا أن نوقف وقودهم لبضعة أشهر، أعتقد أنهم سوف يركعون ويقولون: خذوا الرهائن وأحضروا الوقود”.
حملة اعتقالات واسعة في الضفة الغربية
في الوقت نفسه، شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي حملة اعتقالات واسعة النطاق في الضفة الغربية المحتلة، حيث اعتقلت ما لا يقل عن 28 فلسطينيًا منذ مساء الأربعاء، وفقًا لجمعيات الأسرى الفلسطينية. وتركزت الاعتقالات في رام الله وجنين وطولكرم وطوباس والقدس، بالإضافة إلى اعتقال ما لا يقل عن 12 فلسطينيًا في الخليل، من بينهم أب وابنه البالغ من العمر 16 عامًا.
كما أطلقت قوات الاحتلال قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع في قلقيلية، بعد يومٍ واحدٍ من هجماتٍ على بلدتي حوارة وبيت فوريك. وتأتي هذه الاعتقالات والهجمات في سياق تصاعدٍ مُستمرٍ للعنف، حيث داهمت القوات الإسرائيلية المستشفى العربي التخصصي في نابلس يوم الأربعاء، واعتقلت رجلاً فلسطينيًا جريحًا. كما اقتحمت مستشفى آخر، وهو المستشفى الحكومي التركي في طوباس، يوم الثلاثاء، في خطوةٍ أدانتها منظمة أطباء بلا حدود. وأفادت المنظمة بأن المداهمة استمرت لمدة ساعة، وتم اعتقال خمسة من أفراد الطاقم الطبي، الذين تعرضوا للتهديد بالسلاح والاستجواب العدواني، بينما طُلب من المرضى البقاء ساكنين تحت تهديد إطلاق النار.
يُذكر أن الحرب الإسرائيلية على غزة أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 44,532 فلسطينيًا وإصابة أكثر من 105,532 آخرين منذ 7 أكتوبر 2023. وفي الضفة الغربية، قُتل ما لا يقل عن 780 فلسطينيًا منذ أكتوبر 2023. (تم الاحتفاظ بالأرقام كما هي لعدم توفر إحصائيات مُحدثة، يُمكن تحديثها عند النشر).
(تمت إعادة صياغة النص بالكامل مع تغيير البنية اللغوية وتقديم المعلومات بشكل مُختلف، مع الحفاظ على المعنى الأصلي وإضافة عناوين فرعية. اللغة المستخدمة هي العربية الفصحى بأسلوب صحفي/إخباري)