جدول المحتوى
تصاعد العنف في لبنان: بعلبك تحت القصف الإسرائيلي ومقتل العشرات
(صورة أرشيفية من غيتي: بعلبك، لبنان، حيث تصاعدت أعمال العنف الإسرائيلية)
شهدت مدينة بعلبك اللبنانية، موطنًا لمعالم تاريخية عريقة، تصعيدًا مروعًا في أعمال العنف الإسرائيلية. ففي ليلة الجمعة، أمطرت إسرائيل المدينة بموجة قصف عنيفة، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 52 شخصًا، بينهم أطفال، في محافظة بعلبك الهرمل. وأفادت وزارة الصحة اللبنانية بإصابة 72 شخصًا على الأقل في هذه الغارات.
توزعت الخسائر البشرية على عدة قرى وبلدات، حيث سقط 12 شهيدًا في قرية أمهز، وتسعة في يونين، وثمانية في بدنايل، بالإضافة إلى عشرات آخرين في مناطق متفرقة. وأشارت وسائل إعلام لبنانية إلى أن الجيش الإسرائيلي لم يصدر أي تحذيرات أو أوامر إخلاء قبل شن هذه الغارات.
يأتي هذا القصف المكثف في أعقاب هجمات إسرائيلية متزايدة على بعلبك وسهل البقاع الأوسع، وهي منطقة ذات أغلبية شيعية، مع وجود أقليات مسيحية وسنية. وقد أسفرت الغارات الإسرائيلية على المنطقة عن مقتل أكثر من 50 لبنانياً يوم الجمعة، وعشرات آخرين يوم الخميس.
يثير هذا التصعيد المخاوف بشأن سلامة المواقع الأثرية والتاريخية في المنطقة، بما في ذلك معابد باخوس وجوبيتر الرومانية، المصنفة ضمن مواقع التراث العالمي لليونسكو. وقد أعربت السلطات المحلية عن قلقها البالغ إزاء خطر “محو” هذه المعالم التاريخية جراء القصف الإسرائيلي.
امتداد القصف إلى جنوب لبنان: استهداف مستشفى تبنين وبلدات أخرى
لم يقتصر القصف الإسرائيلي على بعلبك، بل امتد إلى جنوب لبنان، حيث استشهد شخصان يوم السبت في محيط مستشفى تبنين الحكومي بمحافظة النبطية، إثر قصف إسرائيلي لمنزل مجاور حوالي منتصف الليل، وفقًا لما ذكرته قناة LBC ووسائل إعلام محلية أخرى. وتسبب القصف في إصابة العديد من الأشخاص، بالإضافة إلى أضرار جسيمة لحقت بالمستشفى.
كما شنت إسرائيل غارات جوية على بلدة بنت جبيل، التي تعرضت لقصف متكرر خلال العدوان الإسرائيلي المستمر على جنوب لبنان. وأفادت وسائل إعلام محلية، بالإضافة إلى وكالة الأناضول التركية، بتعرض بلدات أخرى في قضاء بنت جبيل لغارات جوية، منها كونين، والطايري، وصربين، وحاريس.
رد حزب الله: قصف مستوطنات إسرائيلية وقاعدة عسكرية
في المقابل، رد حزب الله بإطلاق وابل من الصواريخ على بلدة الطيرة الإسرائيلية في وقت مبكر من صباح السبت، مما أسفر عن إصابة 11 شخصًا، وفقًا لخدمات الطوارئ المحلية. وأعلن حزب الله، في بيان عبر تطبيق تلغرام نقلاً عن قناة الجزيرة، استهدافه لقاعدة جليلوت العسكرية قرب تل أبيب حوالي الساعة 2:30 بالتوقيت المحلي. كما أشار الحزب إلى استهداف مستوطنات في مرتفعات الجولان المحتلة ومنطقة الجليل الأعلى في إسرائيل بعد ساعات.
مقتل قادة في حزب الله: رواية إسرائيلية
أعلن الجيش الإسرائيلي، يوم السبت، مقتل اثنين من قادة حزب الله في منطقة صور بجنوب لبنان يوم الجمعة، وهما معين موسى عز الدين، قائد الوحدة الإقليمية الساحلية لحزب الله، وحسن ماجد دياب، قائد مجموعة المدفعية في الوحدة، وفقًا لصحيفة تايمز أوف إسرائيل. ولم يصدر أي تعليق فوري من حزب الله على هذه الادعاءات.
فشل جهود وقف إطلاق النار: تصاعد الحرب
يأتي هذا التصعيد في أعقاب فشل الجهود الأمريكية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في لبنان، بعد رفض خطة وصفت بأنها ”غير واقعية” و”غير قابلة للتطبيق”، تقترح انسحاب حزب الله من الحدود الجنوبية للبنان، ووقف الهجمات من الجانبين، ونشر 10 آلاف جندي من الجيش اللبناني في الجنوب.
تجدر الإشارة إلى أن الحرب التي تشنها إسرائيل على لبنان قد تصاعدت بشكل كبير في أواخر سبتمبر، بعد أحد عشر شهرًا من القتال عبر الحدود مع حزب الله، بالتزامن مع الحرب في غزة منذ أكتوبر من العام الماضي. وقد أسفرت هذه الحرب عن مقتل ما لا يقل عن 2897 شخصًا، وتشريد أكثر من مليون لبناني – وجنسيات أخرى - قسراً. (يجب تحديث هذه الإحصائيات بأحدث الأرقام المتوفرة).
الكلمات المفتاحية: لبنان، إسرائيل، حزب الله، بعلبك، قصف، غارات جوية، ضحايا، جرحى، وقف إطلاق النار، جنوب لبنان، غزة، معابد رومانية، اليونسكو.