مجزرة بيت لاهيا: غارات إسرائيلية تزيد معاناة غزة وتهجر آلاف السكان
غزة: الموت البطيء تحت وطأة القصف ونزوح الجوعى
مشاهد مروعة من بيت لاهيا في ظل تصاعد حدة الصراع
خيم الحزن على بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة يوم الأحد، حيثُ شيّعت عائلاتٌ جثامين أطفالها وأحبائها الذين سقطوا ضحايا غارات جوية إسرائيلية، ضمن هجوم عسكري مستمر منذ أسابيع على المنطقة.
وأظهرت صور لوكالة فرانس برس حجم الدمار الهائل الذي خلفته الغارات التي شنتها إسرائيل في وقت متأخر من ليلة السبت، حيثُ سوّت بالأرض مبانٍ سكنية بأكملها في بيت لاهيا. وأفاد عمال الإنقاذ بمقتل 73 فلسطينياً على الأقل، مع وجود العديد من العالقين تحت الأنقاض.
وتوافدت العائلات المفجوعة إلى مستشفى كمال عدوان، أحد المرافق الطبية الرئيسية في شمال غزة، حيثُ وضعت جثث الضحايا في صفوف، في مشهدٍ بات مألوفاً بعد عامٍ من الغارات الإسرائيلية المتواصلة على القطاع.
وعمل الأطباء على علاج المصابين، الذين غطّاهم الغبار، على أرضية المستشفى، فيما يعاني الناجون من مرارة النزوح وقساوة الظروف.
معاناة النزوح: جوع وإرهاق
لم يجد أهالي غزة أمامهم سوى الفرار من الهجوم البري والجوي، ليواجهوا الجوع والإرهاق في محاولة للنجاة من القصف المتواصل، مما أجبرهم على التنقل بشكلٍ متكرر.
وقالت مريم حمودة (33 عاماً): ”غادرنا منازلنا بلا شيء سوى أطفالنا، وسرنا مسافة طويلة إلى مدينة غزة. نحن مرهقون، ولا طعام ولا ماء لأطفالنا الرضع”.
وكانت مريم واحدة من بين آلاف الأشخاص الذين ساروا جنوباً طوال الليل إلى مدينة غزة للفرار من العملية العسكرية الإسرائيلية التي تستهدف منطقة جباليا والمناطق المحيطة بها شمال غزة، حيثُ يزعم الجيش الإسرائيلي أنه يستهدف مواقع لمسلحي حماس.
وقال إبراهيم حمودة (66 عاماً): “وصلنا إلى غزة من بيت لاهيا أثناء القصف. لا نعرف إلى أين نذهب أو نبقى. لا يوجد مكان لنا ولعائلاتنا. لا يمكننا العيش هكذا. إنها كموت بطيء”.
إدانات دولية ومخاوف من مجاعة
أطلقت إسرائيل هجومها على شمال غزة في 6 أكتوبر/تشرين الأول، زاعمةً أنه يهدف إلى منع مسلحي حماس من إعادة التجمع، مما شدّد من حصارها على المنطقة التي مزقتها الحرب، ودفع بعشرات الآلاف إلى النزوح.
وقال تور وينسلاند، منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، في بيان له يوم الأحد: “إن الكابوس في غزة يتفاقم”.
وأضاف: “تتكشف مشاهد مروعة في القطاع الشمالي وسط الصراع والغارات الإسرائيلية المتواصلة وأزمة إنسانية متفاقمة”.
وكانت المسؤولة الأولى عن المساعدات في الأمم المتحدة قد تحدثت يوم الجمعة عن أشخاص محاصرين في شمال غزة.
وقالت جويس مسويا، القائمة بأعمال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، على منصة “إكس”: “في جباليا، يحاصر الناس تحت الأنقاض ويُمنع عمال الإنقاذ من الوصول