## جرائم حرب مُحتملة في السودان: تصاعد العنف يُخلّف عشرات القتلى ونزوح جماعي
تتزايد المخاوف من ارتكاب جرائم حرب في السودان مع تصاعد حدة القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع، حيث أفاد نشطاء بمقتل ما لا يقل عن 50 شخصًا في هجوم وحشي شنّته قوات الدعم السريع على قرى في ولاية الجزيرة جنوب العاصمة الخرطوم.
ووفقًا لبيان صادر عن لجنة المقاومة في الحصاحيصا، وهي إحدى لجان المقاومة التي تُنسّق المساعدات في السودان، فإنّ قوات الدعم السريع حاصرت قرية الساريحة وشرعت في شنّ هجمات وحشية أسفرت عن مقتل 50 شخصًا على الأقل وإصابة أكثر من 200 آخرين. وأشارت اللجنة إلى صعوبة إخلاء الجرحى من القرية بسبب القصف الكثيف ونيران القناصة التابعة لقوات الدعم السريع.
ولم تسلم قرية الأزرق المجاورة من وحشية قوات الدعم السريع، حيث تعرضت هي الأخرى لحصار خانق و هجمات عنيفة، مما أدى إلى سقوط عدد من الضحايا لم يتم تحديده بدقة حتى الآن.
وفي ظلّ انقطاع الاتصالات شبه التام، يُصبح من الصعب التحقق من عدد الضحايا وجمع المعلومات بشكل دقيق.
## نداءات إنسانية عاجلة لإنقاذ المدنيين
دعت نقابة الأطباء السودانيين الأمم المتحدة إلى التدخل العاجل لفتح ممرات إنسانية آمنة إلى القرى التي تتعرض لعمليات قتل جماعي على يد قوات الدعم السريع.
وأكدت النقابة استحالة إجراء عمليات الإنقاذ في ظلّ استمرار القتال و عجز الجيش عن حماية المدنيين.
وأشارت مصادر طبية إلى إغلاق جميع المرافق الصحية القادرة على استقبال الحالات الطارئة في القرى التي تتعرض للهجوم.
## السودان: أكبر أزمة نزوح في العالم
أودت الحرب في السودان بحياة عشرات الآلاف من الأشخاص، وتشير بعض التقديرات إلى مقتل ما يقرب من 150 ألف شخص.
وتسببت الحرب في أكبر أزمة نزوح في العالم، حيث نزح أكثر من سبعة ملايين شخص داخل السودان وإلى الدول المجاورة.
ووصفت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، الأزمة في السودان بأنها “أكبر أزمة إنسانية على وجه الأرض”.
وفي يوليو الماضي، أعلنت الأمم المتحدة حدوث مجاعة في مخيم زمزم للنازحين بالقرب من مدينة الفاشر في إقليم دارفور غرب السودان.
## التداعيات الإقليمية للحرب في السودان
أعلن الجيش السوداني انشقاق قائد قوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة، أبو عاقلة كيكال، وانضمامه إلى الجيش مع عدد كبير من قواته.
وأفاد نشطاء بمقتل ما لا يقل عن 20 شخصًا في هجمات شنّتها قوات الدعم السريع في شرق ولاية الجزيرة، بالإضافة إلى مقتل 31 شخصًا في غارة جوية شنّتها القوات المسلحة السودانية على مسجد في مدينة ود مدني، عاصمة الولاية.
ونفت تشاد تورطها في تزويد قوات الدعم السريع بالأسلحة، وذلك بعد اتهامات وجّهها حاكم إقليم دارفور السوداني، مني ميناوي، للجانب التشادي بتسهيل وصول أسلحة من الإمارات إلى قوات الدعم السريع.
وأكد وزير الخارجية التشادي، عبد الرحمن كلام الله، أن بلاده لا مصلحة لها في تأجيج الصراع في السودان، مشيرًا إلى أن تشاد من أكثر الدول تأثرًا بتداعيات الحرب في السودان.
وكانت السلطات السودانية قد اتهمت تشاد في وقت سابق بتسهيل وصول أسلحة من الإمارات إلى قوات الدعم السريع، وهو ما نفته كل من تشاد والإمارات.
وحذّرت مديرة صندوق النقد الدولي لإفريقيا، كاثرين باتيلو، من أن الحرب في السودان ستُخلّف آثارًا اقتصادية و اجتماعية و أمنية و إنسانية و سياسية و دبلوماسية و إقليمية و دولية كارثية على السودان ودول الجوار.