حصار غزة: مأساة إنسانية متفاقمة و اتهامات بالتطهير العرقي
ارتفاع حصيلة الضحايا وانهيار الخدمات في ظل حصار خانق
أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، يوم السبت، عن ارتفاع حصيلة الضحايا الفلسطينيين جراء الحصار الإسرائيلي المتواصل على شمال القطاع منذ 22 يومًا إلى أكثر من 820 قتيلاً.
وأكد إسماعيل ثوابتة، مدير المكتب الإعلامي، على وحشية الهجوم الإسرائيلي الذي يرقى إلى جريمة حرب، مشيراً إلى وجود “عشرات الجثث تحت الأنقاض وداخل المنازل المدمرة، في حين لا يزال عدد كبير من الفلسطينيين محاصرين في منطقة تتعرض لقصف مستمر”.
استهداف المدنيين والمرافق الصحية
وتفرض إسرائيل حصارًا خانقًا على القطاع، مانعة دخول المساعدات الإنسانية، في ما يبدو أنه محاولة لقتل الفلسطينيين أو تجويعهم أو تهجيرهم قسراً من منازلهم.
وأفادت تقارير عن تعرض المدنيين الفارين جنوبًا إلى “المناطق الآمنة” لإطلاق نار من قبل القناصة الإسرائيليين والطائرات بدون طيار.
كما طال القصف الإسرائيلي مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا، حيث استهدف الجيش محطة الأكسجين، مما أدى إلى انقطاع الإمدادات عن الجرحى والأطفال حديثي الولادة.
وأجبر الجنود الإسرائيليون المرضى والطاقم الطبي على الخروج إلى ساحة المستشفى، واعتقلوا عدداً منهم، فيما أسفر إطلاق النار على الموجودين داخل المستشفى عن مقتل طفلين.
أزمة إنسانية خانقة
حذر ثوابتة من انهيار وشيك للخدمات الأساسية في ظل الحصار الإسرائيلي، مشيراً إلى أن “الوضع الصحي في شمال غزة مأساوي، حيث يُحرم المدنيون من الرعاية الصحية والمرافق الأساسية، ويُمنع عمال الإغاثة من الوصول إلى الجرحى”.
“خطة الجنرال”: تطهير عرقي أم مزاعم لا أساس لها؟
تواجه إسرائيل اتهامات بمحاولة تنفيذ “خطة الجنرال” التي تهدف إلى التطهير العرقي في شمال غزة. وتدعو هذه الخطة، التي طرحتها مجموعة من جنود الاحتياط الإسرائيليين في سبتمبر الماضي، إلى تهجير المدنيين من شمال القطاع، مع اعتبار كل من يبقى في المنطقة بعد صدور أوامر الإخلاء “مقاتلاً”.
ورغم نفي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تنفيذ الخطة في محادثاته مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إلا أنه تجنب إدانة الخطة علنًا.
جهود الوساطة تتعثر والحرب مستمرة
وأسفرت الحرب الإسرائيلية على غزة عن مقتل ما لا يقل عن 42,924 شخصًا وإصابة أكثر من 100,000 منذ أكتوبر 2023.
وقد انهارت جهود الوساطة لوقف إطلاق النار في أغسطس الماضي، فيما يحاول الوسطاء استئناف المحادثات في الأيام الأخيرة.