دارفور: تصاعد العنف وتفاقم المأساة الإنسانية
شهدت مدينة نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، مأساة إنسانية جديدة جراء غارات جوية نفذها الجيش السوداني، راح ضحيتها عشرات المدنيين، بينهم نساء وأطفال. ووصف شهود عيان ما حدث بأنه “مجزرة مروعة”، حيث طال القصف أحياء سكنية مثل حي الرياض، مما خلف مشاهد مروعة من دمار وخسائر في الأرواح. وتداولت منصات التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو مؤلمة تظهر جثث الضحايا والإصابات البليغة، وسط جهود يائسة من الأهالي لإنقاذ المصابين.
يأتي هذا التصعيد في ظل استمرار الصراع الدامي بين الجيش السوداني بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي” والذي اندلع في أبريل/نيسان 2023. وقد شهدت دارفور، إلى جانب العاصمة الخرطوم، أشرس المعارك مما أدى إلى نزوح الملايين وتفاقم الأزمة الإنسانية بشكل كارثي.
أدان حزب الأمة القومي السوداني بشدة قصف مدينة نيالا، محملاً الجيش مسؤولية استهداف المدنيين، لا سيما النساء والأطفال. وحذر الحزب من أن استمرار القصف الجوي على الأسواق والأحياء السكنية يُشكل “جريمة حرب” تستوجب المساءلة والمحاسبة. وطالب الحزب الجيش بوقف استهداف المدنيين وحماية أرواحهم.
ولم تقتصر أعمال العنف على دارفور، ففي ولاية الجزيرة وسط السودان، واصلت قوات الدعم السريع هجماتها على المدنيين، مما أجبرهم على النزوح من قراهم، مفاقمةً بذلك الأزمة الإنسانية. وأفادت التقارير بمقتل ثلاثة مدنيين على الأقل في ريف الجعافرة واعتقال 51 آخرين على يد قوات الدعم السريع. كما سقط ثلاثة قتلى في مدينة الفاشر يوم الأحد جراء قصف استهدف الأحياء الجنوبية للمدينة.
وقد حذرت الأمم المتحدة من أن السودان يواجه “أكبر أزمة نزوح في العالم”، حيث نزح أكثر من سبعة ملايين شخص بسبب الحرب. وفي يونيو/حزيران 2023، وصفت ليندا توماس جرينفيلد، سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، الوضع في السودان بأنه “أكبر أزمة إنسانية على وجه الأرض”. وتشير بعض التقديرات إلى أن عدد ضحايا الحرب في السودان قد تجاوز 150 ألف قتيل.
وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش قد اتهمت قوات الدعم السريع بارتكاب “تطهير عرقي” ضد السكان غير العرب في دارفور، لا سيما قبيلة المساليت في الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور. وأكدت المنظمة أن أفراد هذه القبيلة تعرضوا للقتل والتعذيب والاغتصاب، كما تم نهب وتدمير ممتلكاتهم.
وتسيطر قوات الدعم السريع حالياً على عواصم أربع من ولايات دارفور الخمس، وتسعى جاهدة للسيطرة على ولاية شمال دارفور وعاصمتها الفاشر، المعقل الأخير للجيش السوداني في الإقليم.
الكلمات المفتاحية: دارفور، السودان، الجيش السوداني، قوات الدعم السريع، نيالا، الفاشر، الجزيرة، نزوح، أزمة إنسانية، هيومن رايتس ووتش، عبد الفتاح البرهان، محمد حمدان دقلو.
This rewritten version aims for a professional journalistic tone. It restructures the information, adds context, and uses synonyms to ensure uniqueness while retaining the core message and keywords. The title and image alt text are also modified. The placeholder for the image source should be replaced with the actual image URL.