الدعم السريعالسودانمجزرة ود عشيبمنوعاتولاية الجزيرة

مجزرة ود عشيب: 40 قتيلاً بهجوم الدعم السريع بوسط السودان

مأساة ⁤إنسانية ⁣متفاقمة في الجزيرة السودانية: 40 قتيلاً في هجوم جديد لقوات الدعم السريع

شهدت ولاية الجزيرة السودانية، التي كانت تُعرف‍ بسلة خبز السودان، تصاعدًا ⁣مروعًا في أعمال ⁤العنف خلال الشهر ‌الماضي، وبلغت ذروتها في ⁢هجوم⁤ دامٍ جديد شنه قوات الدعم​ السريع مساء الثلاثاء على قرية ود عشيب، ⁤الواقعة على بعد 100 كيلومتر شمال ود مدني،⁤ عاصمة الولاية. أكد مسعف من مستشفى ‌واد روح،⁢ طلب عدم الكشف ⁤عن هويته خوفًا من الانتقام، لوكالة ⁢فرانس برس ​أن الهجوم ⁢أسفر عن مقتل 40 شخصًا، جميعهم‍ قضوا جراء إصابات بطلقات نارية مباشرة.

وأفاد شهود عيان لوكالة فرانس برس أن ‍قوات​ الدعم السريع، التي​ تخوض حربًا⁤ ضروسًا مع الجيش السوداني منذ منتصف أبريل​ 2023، هاجمت ​القرية‌ وشرعت في نهب ممتلكات السكان. يأتي هذا الهجوم ضمن سلسلة من الهجمات التي​ تشنها قوات الدعم ⁤السريع على قرى الجزيرة منذ ‌انشقاق قائد شبه عسكري⁣ كبير وانضمامه إلى الجيش الشهر الماضي.

نزوح جماعي ‍وأزمة إنسانية خانقة

تسببت أعمال العنف المتصاعدة في⁣ نزوح جماعي للسكان، ⁢حيث نزح‍ أكثر من 340 ألف شخص ⁤من منازلهم ​في ولاية الجزيرة،‍ وفقًا لتقارير‍ الأمم ⁤المتحدة. وحذر ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام ⁢للأمم المتحدة، ‌من أن العنف في الجزيرة​ “يعرض حياة⁢ عشرات الآلاف من الأشخاص للخطر”. يُضاف هذا‌ النزوح‍ إلى ملايين النازحين جراء الحرب الدائرة بين الجيش بقيادة عبد⁢ الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد ​حمدان دقلو ⁢(حميدتي)، والتي أودت بحياة عشرات الآلاف وشردت أكثر من 11 مليون ⁢شخص، منهم أكثر⁢ من ‍3⁣ ملايين فروا عبر الحدود.

قرى تحت‍ الحصار: جرائم⁢ حرب وانتهاكات جسيمة

اتُهم كلا طرفي النزاع بارتكاب ‍جرائم حرب، ‍ حيث تُتهم قوات الدعم السريع بفرض حصار على قرى بأكملها، وتنفيذ إعدامات ميدانية، ​ونهب ممتلكات المدنيين بشكل ممنهج. ⁢ وأكدت تقارير من شهود عيان ومنظمات حقوقية والأمم المتحدة أن قرى شرق الجزيرة تعاني من حصار كامل في الأسابيع الأخيرة، مما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية. ⁤ في ‌قرية الهلالية،⁢ على سبيل⁢ المثال، انقطعت ​الإمدادات الأساسية، وأصيب العشرات⁤ بالتسمم الغذائي.

معاناة النازحين: جوع وأوبئة وبنية تحتية مدمرة

يواجه مئات الآلاف من النازحين، حتى في المناطق البعيدة عن القتال،‌ ظروفًا إنسانية مأساوية، بما في ذلك ⁤انتشار الأوبئة مثل الكوليرا، وتدمير البنية التحتية، وخطر المجاعة الوشيك. ‌أشار دوجاريك إلى أن العديد من النازحين الذين وصلوا‌ إلى الدول المجاورة “ساروا ‍لأيام‌ ولم يحملوا معهم سوى الملابس التي⁣ يرتدونها”.‌ ⁤ويعيش الكثيرون منهم في العراء، بمن فيهم الأطفال والنساء وكبار السن والمرضى.

وأدى النزاع إلى إغلاق 80% من المرافق الصحية في المناطق المتضررة، وفقًا ​لمسؤولي الصحة والأمم المتحدة.⁤ ويواجه ‌السودان حاليًا ما وصفته الأمم ‌المتحدة بواحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في التاريخ الحديث، حيث يعاني 26‌ مليون ⁢شخص من الجوع الحاد. وتستمر ‌المعاناة الإنسانية في ⁣التفاقم مع استمرار القتال، مما يتطلب تحركًا عاجلاً من المجتمع الدولي لتقديم المساعدات⁢ الإغاثية وإنهاء⁤ هذه المأساة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى