سياسة تونسيةقيس سعيدمحاكمات سياسيةمنوعات

محاكمة 40 معارضاً تونسياً بتهمة التآمر ضد الدولة

محاكمة معارضي سعيّد: جدلٌ حول التهم ومخاوفٌ⁢ بشأن نزاهة القضاء

تبدأ يوم الثلاثاء محاكمةٌ مثيرةٌ‌ للجدل في تونس، تستهدف أربعين شخصيةً معارضة بارزة، بتهم التآمر⁣ ضد أمن الدولة والانتماء لجماعة إرهابية. وتشمل ‍قائمة ⁤المتهمين دبلوماسيين سابقين وسياسيين ⁢ومحامين وإعلاميين، جميعهم⁢ من منتقدي الرئيس قيس سعيّد. وقد أثارت هذه المحاكمة انتقاداتٍ واسعةً من منظمات حقوقية، التي وصفتها ​بـ”المسيسة” و”غير ⁣العادلة”، ⁤معربةً عن مخاوفها بشأن نزاهة القضاء واستقلاليته.

يأتي هذا في ظل تصاعد التوتر السياسي في تونس، منذ استحواذ الرئيس سعيّد على السلطة في ⁢عام 2021،​ وما تلاه من⁢ حملة اعتقالاتٍ ‌طالت معارضين وناشطين. وقد اعتبر البعض هذه⁤ المحاكمة محاولةً لإسكات الأصوات المعارضة ⁣وتضييق الخناق على ​الحريات.

أبرز ⁣المتهمين والتهم الموجهة إليهم

من بين أبرز⁢ المتهمين في هذه ⁤القضية، السياسي جوهر​ بن مبارك، القيادي السابق في حركة النهضة الإسلامية، وعبد الله القلالي، وإسماعيل الشابي،⁣ مؤسس ‍جبهة الخلاص الوطني ​المعارضة. ‍ كما تشمل القائمة الناشطين خيام‌ التركي وشيماء⁣ عيسى، ​ورجل‌ الأعمال كمال اللطيف، وبشرى بلحاج حميدة، النائبة السابقة والناشطة في ‍مجال حقوق ‍الإنسان⁤ المقيمة حالياً في فرنسا. والمثير للدهشة هو إدراج اسم المفكر الفرنسي برنارد هنري ليفي​ ضمن قائمة المتهمين، بزعم ⁢تواصله‌ مع جهات ​أجنبية.

تواجه هذه الشخصيات​ تهماً ثقيلة، ‍منها “التآمر ضد ‍أمن الدولة” و”الانتماء لجماعة إرهابية”، وهي تهمٌ قد⁤ تصل عقوبتها إلى أحكامٍ قاسية. وقد‍ أكد محامو⁤ الدفاع أن التهم‌ الموجهة إلى موكليهم تستند إلى “شهادات زور” وأن الإجراءات القضائية شابتها خروقاتٌ عديدة.

انتقاداتٌ واسعةٌ للإجراءات القضائية

أعربت عائلات المتهمين ومنظمات⁣ حقوقية ‍عن استيائها ⁣من سير الإجراءات القضائية، لافتةً إلى عدم السماح للمتهمين⁣ المحتجزين بمقابلة ‍محاميهم قبل⁢ المحاكمة. كما ‍انتقدت ⁢قرار السلطات⁤ القضائية ⁢عقد المحاكمة دون حضور جميع​ المتهمين، ‍ ‍مطالبةً بتمكينهم من المثول​ أمام القاضي، ضماناً لحقهم في محاكمةٍ عادلة.

في هذا السياق، ‌ وصف رياض الشعيبي،​ القيادي السابق في حركة النهضة، القضية ⁤بأنها “باطلة” و”لا‌ أساس‍ لها⁢ من الصحة”، مشيراً إلى‌ أن “الشهود سريون والأدلة سرية،⁢ ويريدون أن تكون المحاكمة سريةً أيضاً”. كما ندد ⁣المحامي سمير​ ديلو، ⁤العضو في حركة النهضة، ‍ بما وصفه ⁤بـ”الجنون⁣ القضائي”.

موقف الأمم المتحدة ‌والحكومة التونسية

دعت الأمم المتحدة السلطات التونسية ⁤إلى وضع⁤ حد لـ”نمط الاعتقالات والاحتجاز التعسفي” الذي طال العشرات من المدافعين عن حقوق الإنسان والمحامين والصحفيين والناشطين والسياسيين. من جهتها، أعربت ⁤وزارة‌ الخارجية التونسية⁤ عن “استغرابها”​ من “عدم دقة”⁤ بيان الأمم المتحدة، مؤكدةً أن⁤ القضايا المذكورة ⁤تتعلق بـ”جرائم ⁢القانون ⁢العام” ولا علاقة لها بالنشاط السياسي أو ممارسة حرية الرأي والتعبير.

Keywords: تونس، قيس سعيّد، محاكمة، معارضة، جبهة الخلاص الوطني، حركة النهضة، ⁣حقوق الإنسان، اعتقالات ‌تعسفية، الأمم ⁣المتحدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى