قرية في الضفة الغربية تتعرض للتهديد من قبل البؤرة الاستيطانية الإسرائيلية الجديدة
## شبح التهجير يُخيّم مجدداً على الخان الأحمر: بؤرة استيطانية جديدة تُهدد السكان
تُلقي بؤرة استيطانية غير شرعية جديدة بظلالها على قرية الخان الأحمر الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، مما يُثير مخاوف السكان من موجة جديدة من العنف والتهجير القسري.
أُنشئت هذه البؤرة، التي تُعتبر غير قانونية بموجب القانونين الإسرائيلي والدولي على حد سواء، قبل شهرين فقط على بُعد أمتار قليلة من القرية. وسرعان ما بدأ المستوطنون المقيمون فيها بمضايقة وتهديد سكان الخان الأحمر، حيث أفادت تقارير صحيفة هآرتس بقيامهم بإلقاء الحجارة على أطفال المدارس أثناء سيرهم على الطريق المؤدية إلى مدرستهم.
يأتي هذا التطور في وقت لا تزال فيه ذاكرة محاولة هدم قرية الخان الأحمر عام 2018 حاضرة في أذهان السكان. فقد أعلنت السلطات الإسرائيلية آنذاك عزمها على هدم القرية بحجة البناء غير المرخص، إلا أن ضغوطاً دولية واسعة أجبرت الحكومة الإسرائيلية على التراجع عن قرارها.
لكن يبدو أن شبح التهجير عاد ليُخيّم على الخان الأحمر من جديد. فقد كشفت صحيفة هآرتس أن الإدارة المدنية الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة بدأت تُوجّه أسئلة للسكان حول أسباب عدم موافقتهم على الانتقال إلى مواقع بديلة كانت قد اقترحتها عليهم في السابق.
وتشمل هذه المواقع موقعاً بالقرب من مكب للنفايات في بلدة أبو ديس، وآخر يقع على مقربة من محطة لمعالجة مياه الصرف الصحي في منطقة النبي موسى. وقد رفض سكان الخان الأحمر في حينها كلا الموقعين لعدم ملاءمتهما ولكونهما يشكلان خطراً على صحتهم وحياتهم.
وفي الوقت الذي تُواصل فيه الإدارة المدنية الضغط على سكان الخان الأحمر للرحيل، فإنها لم تُحرّك ساكناً تجاه البؤرة الاستيطانية غير الشرعية التي تُهدد أمنهم وسلامتهم. وتُشير التقارير إلى أن ضباط الإدارة المدنية قاموا بجولة في موقع البؤرة، إلا أنهم ادّعوا أنهم لا يملكون التصريح الحكومي المُناسب لإزالتها.
وتُثير هذه المُفارقة التساؤلات حول الدور الذي تلعبه الحكومة الإسرائيلية في حماية المستوطنات غير الشرعية وتشجيعها، في مُقابل سياسة التضييق والتنكيل التي تنتهجها بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية.
يُشار إلى أن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، وهو مستوطن بنفسه، هو الجهة المُخوّلة بمنح التصاريح لإزالة البؤر الاستيطانية. وقد أعطى سموتريتش، منذ توليه منصبه في الحكومة الحالية، الضوء الأخضر لتوسيع الاستيطان في الضفة الغربية بشكل غير مسبوق.
ويُشارك سموتريتش في اتخاذ القرار مدير إدارة المستوطنات يهودا إلياهو. وكان كلاهما قد دعا في الماضي إلى تهجير سكان الخان الأحمر من منازلهم.
وتأتي هذه التطورات في ظل تصاعد مُقلق في وتيرة الاستيطان وإرهاب المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة. فقد وثّق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أكثر من 1492 هجوماً شنّها مستوطنون إسرائيليون على فلسطينيين منذ بداية شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي.