غزة: أزمة إنسانية متفاقمة ونداءات لفتح ممرات طبية عاجلة
في ظل استمرار الحرب المدمرة في غزة، تتزايد النداءات الدولية لفتح ممرات إنسانية عاجلة لإجلاء المرضى والجرحى. يوم الثلاثاء، انضمت أصوات مسعفين ومنظمات حقوقية إلى هذه النداءات، مطالبين بفتح ممر طبي فوري من غزة إلى مستشفيات القدس الشرقية لتقديم الرعاية الطبية اللازمة للآلاف الذين هم في أمس الحاجة إليها.
تسيطر إسرائيل على جميع معابر قطاع غزة، مما يعقد عملية إجلاء المرضى. وعلى الرغم من تنظيم بعض عمليات الإجلاء الطبي النادرة بالتنسيق مع السلطات الإسرائيلية من قبل منظمات دولية ودول أجنبية، إلا أنها لا تكفي لتلبية الاحتياجات المتزايدة.
وتقدر شبكة مستشفيات القدس الشرقية ومنظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان في إسرائيل (PHRI) أن حوالي 25,000 مريض في غزة يحتاجون إلى رعاية طبية عاجلة. وأكد فادي الأطرش، مدير مستشفى أوغوستا فيكتوريا في القدس الشرقية، على ضرورة إعادة فتح ممر الإخلاء الطبي قائلاً: “إن إعادة فتح هذا الممر أمر بالغ الأهمية لتمكيننا من مواصلة تقديم العلاجات الحيوية في مستشفيات القدس الشرقية، حيث نمتلك الإمكانيات والخبرة الطبية اللازمة”.
قبل اندلاع الحرب، كان يتم إجلاء المرضى من غزة الذين يحتاجون إلى رعاية طبية غير متوفرة في الأراضي الفلسطينية إلى مستشفيات القدس الشرقية والضفة الغربية، وفي بعض الحالات إلى إسرائيل. لكن هذه الآلية توقفت تماماً منذ بدء الحرب في أكتوبر 2023.
وفي أوائل نوفمبر الماضي، تم إجلاء حوالي 200 مريض من غزة في عملية استثنائية. في ذلك الوقت، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن حوالي 14,000 شخص ينتظرون الإجلاء الطبي. وبعد أيام، أدانت منظمة أطباء بلا حدود بشدة قرار السلطات الإسرائيلية منع إجلاء ثمانية أطفال ومرافقيهم من غزة، بمن فيهم طفل يبلغ من العمر عامين بترت ساقيه، إلى مستشفى أطباء بلا حدود في الأردن.
يوم الثلاثاء، غادر 31 مريضاً ومرافقاً غزة عبر معبر كرم أبو سالم بين غزة وإسرائيل، متجهين إلى الأردن والولايات المتحدة لتلقي العلاج. وأوضح المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، عبر منصة X أن من بين هؤلاء 11 طفلاً مصاباً بالسرطان و20 مرافقاً. وأكد على ضرورة استخدام جميع الممرات لضمان النقل الآمن للمرضى من غزة، مشيراً إلى أن آلاف المرضى لا يزالون بحاجة إلى إجلاء طبي عاجل.
تجدر الإشارة إلى أن أكثر من 105,000 شخص أصيبوا في غزة منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023، وفقاً لإحصائيات وزارة الصحة في القطاع، والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة. وقد دمرت الحرب نظام الرعاية الصحية في غزة بشكل كبير، مما قلص عدد المرافق الطبية القادرة على تقديم الرعاية. وتستمر الأزمة الإنسانية في التفاقم مع استمرار القتال، مما يزيد من معاناة سكان غزة ويؤكد الحاجة الملحة لفتح ممرات إنسانية لإنقاذ الأرواح.
Keywords: غزة، حرب، إجلاء طبي، ممر إنساني، القدس الشرقية، منظمة الصحة العالمية، أطباء بلا حدود، كرم أبو سالم، أزمة إنسانية.
Writing Style: Professional/Journalistic