هدنة هشة: اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله يواجه معارضة داخلية
(صورة أرشيفية: متابعون في بيروت لأخبار وقف إطلاق النار – غيتي)
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم الثلاثاء، موافقته على اتفاق لوقف إطلاق النار مع لبنان، متعهدًا بالرد بقوة على أي خرق من جانب حزب الله. وأكد نتنياهو في خطاب متلفز أنه سيطرح الاتفاق على الحكومة الكاملة للمصادقة عليه في وقت لاحق من نفس اليوم، بعد موافقة المجلس الوزاري الأمني المصغر عليه مسبقًا، وفقًا للتلفزيون الإسرائيلي.
شدد نتنياهو على التزام إسرائيل بتنفيذ الاتفاق، محذرًا من “رد قوي على أي انتهاك”، ومؤكدًا “سنستمر معًا حتى النصر”. وأضاف: “بالتنسيق الكامل مع الولايات المتحدة، نحتفظ بحقنا الكامل في العمل العسكري. إذا انتهك حزب الله الاتفاق أو حاول إعادة تسليح نفسه، فسوف نوجه ضربة قاصمة”.
ولم يحدد نتنياهو مدة الهدنة، مشيرًا إلى أن “استمرار وقف إطلاق النار مرتبط بتطورات الوضع في لبنان”. يأتي هذا الاتفاق بوساطة أمريكية، حيث قادت الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لإسرائيل، جهود الوساطة بالتعاون مع حلفائها، بما في ذلك فرنسا.
وبرر نتنياهو السعي لوقف إطلاق النار بثلاثة أسباب رئيسية: تركيز الجهود على مواجهة إيران، إعادة تخزين الذخائر المستنزفة ومنح الجيش فرصة للراحة، و”عزل حماس” التي تخوض إسرائيل معها حربًا في غزة منذ أكثر من عام، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 44,000 شخص.
وزعم نتنياهو أن حزب الله قد تضرر بشكل كبير مقارنة ببداية الصراع، قائلاً: “أعدناهم عقودًا إلى الوراء، وقضينا على قادة بارزين، ودمرنا معظم صواريخهم وقذائفهم، وحيدنا آلاف المقاتلين، ومسحنا سنوات من بناء البنية التحتية الإرهابية قرب حدودنا. لقد استهدفنا مواقع استراتيجية في جميع أنحاء لبنان، مما هز بيروت حتى النخاع”.
بن غفير يعارض الاتفاق وميقاتي يطالب بوقف العدوان
في المقابل، أعلن وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف، إيتمار بن غفير، معارضته لاتفاق وقف إطلاق النار، واصفًا إياه بـ”الخطأ التاريخي”، دون توضيح ما إذا كان حزبه اليميني المتطرف “عوتسما يهوديت” سينسحب من الحكومة احتجاجًا. وكتب بن غفير على منصة X: “هذا ليس وقف إطلاق نار، بل عودة إلى مفهوم الهدوء مقابل الهدوء، وسنرى إلى أين سيؤدي بنا هذا”، مضيفًا أن إسرائيل “ستضطر للعودة إلى لبنان مرة أخرى”.
على الجانب اللبناني، طالب رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، المجتمع الدولي بـ”التحرك السريع” لوقف “العدوان الإسرائيلي” و”فرض وقف فوري لإطلاق النار”. وأدان ميقاتي موجة الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة على بيروت يوم الثلاثاء، مؤكدًا أنها ”تبرهن مجددًا على تجاهل العدو الإسرائيلي للقانون والأعراف الدولية”. وأضاف في بيان صدر قبل غارة جوية على منطقة الحمرا التجارية في بيروت: “المجتمع الدولي مطالب بالتحرك بسرعة لوقف هذا العدوان وتطبيق وقف فوري لإطلاق النار”.
ووفقًا لوزارة الصحة اللبنانية، أودت الحرب في لبنان بحياة ما لا يقل عن 3799 شخصًا منذ أكتوبر 2023، غالبيتهم منذ سبتمبر، بعد تصعيد إسرائيل لعدوانها على لبنان.
بنود الاتفاق وتحديات التنفيذ
ينص الاتفاق، في حال تنفيذه، على الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من جنوب لبنان، حيث يشن الجيش الإسرائيلي غارات يومية دامية، وانسحاب حزب الله من الحدود الجنوبية إلى نهر الليطاني. وسيتعين على الجيش اللبناني الانتشار في المنطقة خلال 60 يومًا. يبقى تنفيذ هذا الاتفاق رهنًا بالتزام الطرفين وتطورات الوضع على الأرض، في ظل التحديات السياسية والأمنية المعقدة.