نزوح جماعي من إدلب: قصف الأسد وروسيا يُهجّر الآلاف
## موجة نزوح جديدة من إدلب جراء تصاعد القصف
تشهد محافظة إدلب وريف حلب الغربي موجة نزوح جماعية جديدة، هرباً من القصف المتصاعد لقوات النظام السوري وحلفائه الروس والإيرانيين. وتأتي هذه الموجة وسط مخاوف من عمل عسكري وشيك، يزيد من معاناة المدنيين في هذه المنطقة التي تُعتبر آخر معاقل المعارضة السورية.
أفادت مصادر إعلامية، مثل “العربي الجديد”، بأن القصف المدفعي والغارات الجوية وهجمات الطائرات المسيرة تستهدف بشكل عشوائي القرى والبلدات في إدلب، مما يدفع الآلاف إلى النزوح شمالاً بحثاً عن ملاذ آمن. وقد أكد أحمد حجازي، أحد سكان ريف حلب الغربي، لـ “العربي الجديد” ارتفاع نسبة النزوح بشكل كبير بسبب الشائعات المتداولة حول عملية عسكرية محتملة لقوات النظام. وأعرب حجازي عن خوف المدنيين من القصف المستمر الذي يستهدف القرى القريبة من خطوط التماس مع قوات النظام.
وتصاعدت حدة القصف في الأيام الأخيرة، مما أدى إلى نزوح جماعي لم تشهده المنطقة منذ اتفاق وقف إطلاق النار في مارس 2020. وأوضح إبراهيم السيد، في حديثه لـ “العربي الجديد”، أن نحو 75% من سكان مدينة سرمين نزحوا إلى مناطق أكثر أماناً في شمال سوريا، بسبب القصف المدفعي والصاروخي اليومي الذي يستهدف المدينة و البلدة المجاورة لها، آفس، والتي تقع على خطوط التماس مع قوات النظام.
في غضون ذلك، عزز الجيش التركي وجوده في مواقعه قرب خطوط التماس مع قوات النظام في ما يُعرف بـ “منطقة خفض التصعيد الرابعة”، وسط تكهنات باندلاع مواجهات عسكرية بين فصائل المعارضة وقوات النظام المدعومة من روسيا. ورغم أن الجيش الوطني السوري، المدعوم من تركيا، نفى نيته المشاركة في أي هجوم عسكري ضد قوات النظام، إلا أن هيئة تحرير الشام، وهي فصيل قوي غير متحالف مع تركيا، لم يصدر عنها أي تعليق بشأن موقفها من الوضع الراهن.
يُذكر أن تركيا وروسيا تحافظان على وقف إطلاق نار هش في إدلب منذ عام 2020. ومع ذلك، يصر بشار الأسد على استعادة السيطرة على إدلب وإخضاع جميع الأراضي السورية لسلطته. وقد انتهكت قوات النظام، بدعم من روسيا وإيران، وقف إطلاق النار في مناسبات عديدة، شنّت خلالها غارات جوية وقصفا مدفعيا على مناطق المعارضة، مما تسبب في مقتل العديد من المدنيين. وتشير بعض التقارير إلى أن عدد النازحين في الأيام الأخيرة قد تجاوز الآلاف، مما يفاقم الأزمة الإنسانية في