نعيم قاسم: من ظِلّ الزعامة إلى قيادة حزب الله
في أعقاب استشهاد الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، في غارة إسرائيلية على جنوب بيروت في سبتمبر الماضي، أعلن الحزب عن انتخاب نائبه، الشيخ نعيم قاسم، أميناً عاماً جديداً له.
وجاء الإعلان عن اختيار قاسم، البالغ من العمر 71 عاماً، بعد أكثر من شهر على استشهاد نصر الله، في سلسلة من الهجمات الإسرائيلية التي أودت بحياة معظم قيادات الصف الأول في الحزب منذ 23 سبتمبر الماضي، تاريخ تصعيد إسرائيل حربها على لبنان.
يُعتبر قاسم، أحد المؤسسين الأوائل لحزب الله عام 1982، حيث عُيّن نائباً للأمين العام عام 1991، أي قبل عام واحد من تولي نصر الله قيادة الحزب. وقد حافظ قاسم على منصبه كنائب للأمين العام بعد استشهاد السيد عباس الموسوي، الأمين العام السابق، على يد إسرائيل عام 1992.
وُلد قاسم في بيروت عام 1953 لعائلة تنحدر من قرية كفر فيلا الحدودية مع إسرائيل. وقد برز دوره كأحد أبرز وجوه حزب الله، لا سيما بعد حرب 2006 مع إسرائيل، حيث بات ظهوره العلني أكثر من الأمين العام نصر الله نفسه.
وفي عام 2005، قام قاسم بتأليف كتاب يرصد تاريخ حزب الله، والذي اعتُبر بمثابة “نظرة من الداخل” على الجماعة.
وعلى الرغم من أن هاشم صفي الدين، رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله، كان مرشحاً لخلافة نصر الله، إلا أن استشهاده هو الآخر في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت، مهّد الطريق أمام قاسم لتولي زمام القيادة.
ومنذ استشهاد نصر الله، ألقى قاسم ثلاثة خطابات متلفزة، تميزت باستخدام اللغة العربية الفصحى بشكل أكبر من اللهجة اللبنانية العامية التي كان يفضلها نصر الله، المعروف بشخصيته الكاريزمية.
ويبقى السؤال: هل سينجح قاسم في ملء الفراغ الذي تركه نصر الله كقائد كاريزمي لحزب الله؟