نوروز في سوريا: احتفالات تاريخية في ظل تحولات سياسية
شهدت سوريا احتفالات نوروز تاريخية هذا العام، حيث انطلقت الاحتفالات بحرية غير مسبوقة في العديد من المدن ذات الكثافة السكانية الكردية، مثل القامشلي، وعفرين، وكوباني، والحسكة، والدرباسية. وتجمع الآلاف لإشعال شعلة نوروز التقليدية، رمزاً لتجدد الحياة وبداية ربيع واعد. ولم تقتصر الاحتفالات على المناطق الكردية فحسب، بل امتدت لتشمل مناطق أخرى مثل السويداء وبعض المدن الساحلية، وحتى العاصمة دمشق التي شهدت أول احتفال علني بنوروز منذ عقود.
نوروز، الذي يعني “اليوم الجديد” باللغتين الكردية والفارسية، يصادف يوم 21 مارس من كل عام، وهو مناسبة مهمة في الثقافة الكردية، يرمز إلى بداية الربيع وبداية السنة الكردية الجديدة. ويُعتبر هذا المهرجان، الذي يعود تاريخه إلى أكثر من 3000 عام، جزءاً لا يتجزأ من التراث الثقافي للعديد من الشعوب في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى والقوقاز، حيث يشارك الملايين في الاحتفالات المرتبطة به. ولنوروز جذورٌ في الديانة الزرادشتية القديمة، وقد حافظ على مكانته الثقافية على مر العصور، متجاوزاً الحدود الدينية والعرقية.
وقد اعترفت اليونسكو بأهمية نوروز بإدراجه ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي للبشرية. وفي عام 2021، أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 21 مارس يوماً دولياً لنوروز، تأكيداً على قيمته الثقافية والإنسانية.
من القمع إلى الاحتفال: تحولات نوروز في سوريا
شهدت احتفالات نوروز في سوريا تحولات كبيرة على مر السنين. ففي عهد نظام الأسد، قوبلت الاحتفالات بقمع شديد، ولم يُسمح بالاحتفال بها علناً إلا في عام 1988 في عهد حافظ الأسد، وذلك بعد ربطها بيوم الأم لتخفيف دلالاتها السياسية. وكانت قوات الأمن تفرض قيوداً مشددة على الاحتفالات، وتقوم بتفريق التجمعات بالقوة، في محاولة لقمع أي مظاهر للاحتفال بهذا اليوم. وفي عام 2009، انتهى احتفال نوروز بمأساة عندما فتحت قوات الأمن النار على حشد من المحتفلين، مما أسفر عن مقتل ثلاثة شبان كرد.
مع تأسيس الإدارة الذاتية في شمال سوريا، شهدت احتفالات نوروز انتعاشاً كبيراً، وأصبحت تُقام على نطاق واسع. ومع ذلك، ظلت القيود مفروضة على الاحتفالات في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة.
اتفاق جديد وآمال جديدة
يأتي الاحتفال بنوروز هذا العام في ظل تحولات سياسية هامة في سوريا. فقد شهدت الفترة الأخيرة توقيع اتفاق بين الحكومة السورية وقائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، يهدف إلى دمج قوات سوريا الديمقراطية في مؤسسات الدولة، وضمان الحقوق السياسية والثقافية للأكراد. ويُعتبر هذا الاتفاق خطوة هامة نحو الاعتراف بالهوية الكردية وضمان مشاركتها في العملية السياسية. ويأمل الكثيرون أن يُسهم هذا الاتفاق في بناء مستقبل أكثر سلاماً وتسامحاً في سوريا، حيث يتمتع جميع المواطنين بحقوقهم كاملة، بما في ذلك الحق في الاحتفال بتراثهم الثقافي بحرية.
(Note: The tweet was removed as it was from 2025 and likely a typo. It also didn’t add substantial value to the rewritten article. The tone is adjusted to be more journalistic and informative. Keywords like نوروز, سوريا, أكراد, احتفالات, سياسية are retained for SEO purposes.)