هدمٌ إسرائيليٌّ في القدس يُثير غضبًا دوليًا
تصاعد التوتر في القدس الشرقية مع استمرار عمليات الهدم الإسرائيلية
أثارت عمليات هدم إسرائيلية جديدة لمبانٍ في حي سلوان بالقدس الشرقية، بالقرب من بعض أهم المواقع الدينية في المدينة، موجةً من الغضب والاستنكار من السكان الفلسطينيين والناشطين والدول الأجنبية. وتأتي هذه الحادثة في ظل تصاعد التوتر في المنطقة، مع استمرار النشاط الاستيطاني الإسرائيلي الذي يعتبره المجتمع الدولي غير قانوني.
في يوم الأربعاء، دمرت قوات الشرطة الإسرائيلية مركزًا ثقافيًا ومخيمًا احتجاجيًا في منطقة البستان بسلوان، بذريعة البناء غير المرخص. يقول فخري أبو دياب، أحد سكان الحي الذي هدم منزله أيضًا الأسبوع الماضي في عملية هدم منفصلة: “يحاولون كسرنا. هذه رسالة واضحة لنا وللعالم”. ويضيف أبو دياب أن هذه الإجراءات تستهدف “قطع رأس” الحركة المناهضة للاستيطان في القدس الشرقية، التي احتلتها إسرائيل عام 1967 وضمتها لاحقًا في خطوة لم تحظَ باعتراف الأمم المتحدة.
تقع منطقة البستان على مقربة من البلدة القديمة في القدس، التي تضم مواقع دينية مقدسة للديانات الثلاث، وتشهد تكثيفًا ملحوظًا للنشاط الاستيطاني الإسرائيلي في السنوات الأخيرة. وتشير منظمة “عير عميم” المناهضة للاستيطان إلى أن هذه المنطقة تتعرض لضغوط متواصلة من قبل الدولة والمستوطنين، نظرًا لأهميتها التاريخية وقربها من الحرم القدسي الشريف/جبل الهيكل والمدينة القديمة.
أعلنت السلطات الإسرائيلية جزءًا من سلوان منطقة ”محمية”، حيث تخطط لإنشاء حديقة سياحية على أرض تضم عدة مواقع دينية يهودية. وتبرر بلدية القدس الإسرائيلية عمليات الهدم بقرارات المحكمة التي اعتبرت مباني البستان “مخالفة لأنظمة تقسيم المناطق”. في المقابل، ترى منظمة “عير عميم” أن هذه العمليات تهدف إلى ربط المستوطنين الإسرائيليين في الأحياء الفلسطينية بالقدس الغربية ذات الأغلبية اليهودية. وأشارت المنظمة إلى أن عمليات هدم المنازل في القدس الشرقية وصلت إلى “مستويات غير مسبوقة” منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة قبل أكثر من عام.
أعربت فرنسا عن غضبها من عمليات الهدم الأخيرة، وأشارت قنصليتها في القدس في بيان لها إلى أن باريس قدمت دعمًا ماليًا للمركز الثقافي الذي تم هدمه بأكثر من نصف مليون يورو (حوالي 528 ألف دولار) منذ عام 2019. كما زار دبلوماسيون يمثلون العديد من الحكومات، معظمها أوروبية، منطقة البستان في الأشهر الأخيرة، للتعبير عن قلقهم إزاء تصاعد عمليات الهدم. وقال أحد الدبلوماسيين لوكالة فرانس برس، شريطة عدم الكشف عن هويته، إن ”الموقع مهم للغاية من الناحية الاستراتيجية للنشاط الاستيطاني” في القدس الشرقية، وأكد أن عمليات الهدم استمرت رغم الجهود المبذولة لإقناع السلطات الإسرائيلية بالتراجع.
يُطالب الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمةً لدولتهم المستقبلية، بينما تُصر إسرائيل على اعتبار المدينة بأكملها عاصمتها “الموحدة وغير القابلة للتقسيم”، في تناقض صارخ مع قرارات الأمم المتحدة. ويعيش في القدس الشرقية أكثر من 360 ألف فلسطيني، بالإضافة إلى حوالي 230 ألف مستوطن إسرائيلي. وتستمر هذه الأحداث في تأجيج الصراع وتعقيد مساعي السلام في المنطقة.
Keywords: القدس الشرقية، سلوان، هدم منازل، استيطان إسرائيلي، الحرم القدسي، الأمم المتحدة، فلسطين، إسرائيل، عير عميم.
Writing Style: Professional/Journalistic